[١١٦] فصل: وَأما الْحَيَوَانَات الَّتِي فِي الْبر فهم رجال الْبَوَادِي والطرقات، وَالْمَذْكُور ذُكُور والمؤنث إناث والمأكول لَحْمه فَائِدَة حَلَال لمن ملكهَا أَو انْتفع بهَا كالغزلان والوعول وبقر الْوَحْش والأرنب وأمثالهم فَمن ملك وَاحِدًا من ذَلِك: تزوج إِن كَانَ أعزب، أَو قدمت عَلَيْهِ فَائِدَة من سفر أَو يقدم عَلَيْهِ رجل مُسَافر، أَو يرْزق ولدا ذكرا إِن كَانَ ذكرا، وَإِن كَانَ أُنْثَى فأنثى، وَرُبمَا درت معيشته وَكَثُرت عبيده ومشت أَحْوَاله، وَتَكون كَثْرَة الْفَائِدَة وقلتها على قدر كبر الْحَيَوَان وصغره. قَالَ المُصَنّف: إِذا صَار الرَّائِي من حَيَوَان الْبر أعْطه من أَحْكَامه على مَا يَلِيق بِهِ، كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كأنني صرت كَبْش جبل، قلت: أَنْت تطلب الْعُزْلَة وَالْعِبَادَة سترزق ذَلِك. وَمثله رأى نَصْرَانِيّ، قلت لَهُ: ستصير رَاهِبًا فِي قلالة، فَصَارَ كَذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني صرت أريل أَو بقرة وَحش، قلت: عزمت على الْخُرُوج إِلَى الْبَريَّة أَو إِلَى مَكَان خراب لتصطاد الْحَيَّات، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني صرت يربوعًا، قلت لَهُ: أَنْت كثير الحذر والحيل وَعَلَيْك مطالبات ولدارك أَبْوَاب كَثِيرَة وَتدْخل من بَاب وَتخرج من آخر كاليربوع، قَالَ: صَحِيح. فَافْهَم ذَلِك.