कावाइद फी अल-सुलुक इला अल्लाह त-अला
قواعد في السلوك الى الله تعالى
शैलियों
فبالقوة العلمية: يبصر ما بين يديه، ويقصد به الأمر الحق، ويجتنب به أسباب المهالك والمعاطب، كشخص يمشي في ليلة مظلمة، وفي يده سراج يبصر في ضوئه ما يتعثر الماشي بمثله من الشوك والحجارة وغيره، ويبصر - أيضا - بالسراج أعلام قصده فيتقوى به على الاهتداء إلى المطلوب، وعلى التحرز من المعاثر والمعاطب.
وأما القوة العملية : فهي حقيقة السير إلى المطلوب ؛ لأن السير عمل المسافر، فكذلك الذاهب إلى ربه إذا بصر طريقه وأبصر المعاثر فيها ، سار إلى ربه في معاملة يتقرب بها إليه، في طريق يختارها الله له، وكلما أدمن ذلك العمل وواظب عليه قرب من ربه، وذابت غدد نفسه؛ كالمسافر كلما أدمن السير قرب من المنزل، وتلطفت كثافته، وظهرت عليه همة المسافرين وسيماهم.
ففي الناس من تكون له القوة العلمية التي مقتضاها البصر بالدين، وبالطريق المقربة إلى الله تعالى، وتكون موجودة فيه، ويكون ضعيفا في باب العمل، يبصر الأشياء ولا يعمل بها، ويبصر المتالف والمخاوف ولا يتوقاها، فهم فقهاء حتى يحضر العمل، فيفارقون العامة في البصر فقط، ويشاركوهم في التخلف عن المقصود، وهم غالب المتفقهة من أهل عصرنا.
وفي الناس من تكون له القوة العملية موجودة فيه ، وهي التي مقتضاها السير والسلوك، والزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة ويكون أعمى عن البصر عند ورود الشبهات في العقائد، والانحرافات في المقامات والأعمال، وهم غالب المتفقرة والمتصوفة من أهل
पृष्ठ 120