कावाइद फी अल-सुलुक इला अल्लाह त-अला
قواعد في السلوك الى الله تعالى
शैलियों
فيورث ذلك استخفافا به، فيضيع لذلك حقه، ويظلم عن إيفائه، ومتى أفرط فيها غاب عن معرفة حكم نفسه، فربما شمخت وتعالت، فأخرجت صاحبها إلى الكبر المندوب ذكره.
ومثل ذلك الانتقام والظلم، قال الله تعالى: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به)، فمن انتقم لنفسه أو لله بحكم العدل والشرع؛ كالرد على من انتقص منه بغير حق، أو ذكر ظلم من ظلمه، قال الله تعالى: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) ولذلك إذا كان الانتقام لله؛ كرد غيبة المسلم، وجلد الزاني ورجمه، وقطع السارق، كل ذلك إما واجب وإما جائز، فمتى قصر ذلك في الشخص أخرجه إلى تضييع الحقوق، والله تعالى لا يرضى حتى تقام حدوده وحقوقه.
فأما العبد فمخير في حق نفسه، ففي بعض الأوقات يكون الانتقام أفضل، وهو فيما إذا ضاع في مقابلة ذلك مصلحة أفضل من الصبر على الأذى، فيكون الانتقام أفضل، وقد يكون الصبر أفضل، فمن راعى الأفضلية استعمل العدل في ذلك .
ومتى زاد المنتقم عن رعاية العدل، أخرجه ذلك إلى الظلم ومفارقة صفات النفس، فطلب مجرد الانتقام والضرب والقتل، كما بلغنا عن بعض الملوك، أنه نقل إليه عن بعض خوله قذفا، فجرد السيف وقتل كل من في الدار من الجواري والغلمان.
ومثل ذلك النية والأمنية، فالنية : القصد الصحيح على تنفيذ أمر من أوامر الله تعالى عز وجل، لا يريد به إلا الله، وذلك ركن من
पृष्ठ 109