298

कावाइद फी अल-सुलुक इला अल्लाह त-अला

قواعد في السلوك الى الله تعالى

शैलियों

والقوي، والغني، وغير ذلك من الأسماء الصفاتية، وكلها راجعة إلى صفات الذات، وهي مندرجة في قولنا فيما تقدم، والجلال، والجمال، والقدس، والكمال، فكلها مندرجة في الكمال.

فصل

وكذلك أيضا للعبد أسماء علية وأسماء دنية، فأسماؤه العلية قد وصفه الله عز وجل بها فقال تعالى : (التائبون العابدون الحامدون السابحون ...) إلى آخرها ، وقوله تعالى : (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين...) وإلى آخر الآية.

وأسماؤه الدنية: كالعاصي والمذنب والظالم وغير ذلك.

إذا علمت ذلك فاعلم أن العبودية إنما يقوم بها من صفت عناصره، وابتهجت بالإشراق ظواهره، وسكنت عن الوساوس خواطره، وتحركت بالمحبة ضمائره، وتجددت أسراره عن غلها وأغلالها وخبثها وأعلالها، فهم القوم تراهم أروح الناس قلوبا، وأوفرهم عقولا، وأسكنهم عن الخنا نفوسا، وأطيبهم بذكر الله أرواحا، وأكثرهم بربهم أفراحا؛ لأن بواطنهم بالمحبة إلى حظائر القدس مكتحلة بأكحال التقريب والأنس، سيماء المحبة عليهم لائحة، وبهجة المعرفة عليهم ظاهرة من حسن الأخلاق، ومطايبة الرفاق، والمكارمة في التلاق لتهذبهم في معاملة الملك الخلاق.

पृष्ठ 320