290

कावाइद फी अल-सुलुक इला अल्लाह त-अला

قواعد في السلوك الى الله تعالى

शैलियों

وغير ذلك، ينشرح لذلك صدور العقلاء، وتنقبض عن غير أديان الأنبياء.

إذا ظهر هذا؛ فإن الأنبياء لم يأتوا بأكثر مما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الآيات البينات، والسور المنزلات، والمعجزات الخارقة للعادات ، بل زاد هو عليهم في أشياء ، وإن كان لغيره خصوصية من بعض الوجوه؛ كفلق البحر، والتكلم، والخلة، وتبريد النار الحامية؛ فلمحمد صلى الله عليه وسلم أشياء تزيد عليها؛ من فلق القمر، ونبع الماء من بين الأصابع، وكسر الأعداء بالتراب الذي سفاه في وجوههم، وإخباره بالمغيبات، وغير ذلك، فتعين اتباعه؛ لأنه ناسخ لما قبله، كما نسخت كل شريعة ما كان قبلها.

فإن قيل : اريد أمرا أوضح من ذلك بلا واسطة؛ فإن الأمور بالوسائط قد يشك فيها، كما شكت قريش، ولو أتاهم بما طلبوا منه أن يفجر لهم من الأرض ينبوعا، أو تكون لك جنة من نخيل وعنب، أو تسقط السماء، أو تزيل الأخشبين عن مكانهما ليزرعوا ؛ لم يبق ثم ريب عندهم، ولانكشف أمر المعبود ببرهان لا يخالطه شك أصلا.

فيقال في جوابه : لو كان الأمر كذلك؛ لم يستحقوا الثواب على الطاعة؛ لأنه بهرهم أمر محسوس لا يحتاج إلى إيمان، لأنه يقين ظاهر ، فلم يستحقوا بالطاعة ثوابا ؛ لأن الإنسان إنما يستحق الثواب على إيمانه بالغيب مع شواهد صحيحة يستدل العاقل بها، فإذا ما انكشفت الأمور انكشافا لا يبقى فيه روية لمن يتروى، ولا فكر

पृष्ठ 312