कावाइद फी अल-सुलुक इला अल्लाह त-अला
قواعد في السلوك الى الله تعالى
शैलियों
فهو صدرهم وبدرهم، وعليه يدور أمرهم. قطب فلكهم، وواسطة قلائدهم ، عين كتيبتهم ، الداعي إلى حقيقة هذه في دار السلام ، التي نعيمها قالب لنعيم الحقائق، كما أن المتابعة قالب لتلك البوارق شمس ضحاها ، هلال ليلتها ، در تقاصيرها ، زبرجدها.
صلوات الله عليه وعلى آله ما ذر شارق، وحن وامق، وطرق القلوب من الملأ الأعلى طارق.
وبعد: فإن هذا الفن من العلم يفتقر إلى أهلية واستعداد وعقل فائض، قائم بالعبودية بلا استبداد، تتغذى به القلوب من جوعها كما تتغذى الأجساد بالطعام، وتجد لذته كما تجد لذة المحسوسات بين الأنام، تنفرج به عن القلوب كروبها، وتنمو به العقول، فتعلو به في أقدارها وخطوبها، وتتنور به البواطن فيذهب يبسها ورسوبها، وتعلو به هممها نحو السماء، وتنشرح في ذلك الفضاء بين عساكر الأولياء فيذهب همها وحزنها، ويذهب هلعها وجبنها.
هذا تأثير هذا الفن، فمن استعد له مع ما يرزق من صفاء الفكرة، وصحة الرؤية، وسلامة الطوية، وطيب الطبيعة الفطرية، يبدي هذا الفن من السالك بشاشة في وجهه، لما استكن في باطنه من نور ربه، ويجرد عن القلوب غلها وأغلالها، وخبثها وأعلالها، فهم القوم تراهم أروح الناس قلوبا، وأوفرهم عقولا، وأحسنهم في معايش دنياهم تصرفا، وأصحهم في تدبر أديانهم فكرة وتبصرا، وأسكنهم عن الخنا نفوسا، وأطيبهم بذكر الله أرواحا، وأكثرهم بربهم أفراحا؛
पृष्ठ 125