قال أبو بكر: «فكيف تراه يظن بك؟»
قال الخليفة: «فمن أجل ذلك دعوتك إلى الحديث؛ لتعرف عني فتديره على الرأي.»
قال أبو بكر ضجرا: «هيه!»
قال الخليفة: «فوالله يا أبا بكر، مالي أرب في هذا الزواج، ولا كان من همي، وما يخفى عنك ما بيني وبين خمارويه، ولكني قد أيقنت أنه لم يرد بهذا الزواج إلا أن ينصب لنا شركا قد اجتمعت أطرافه في يده، فأجمعت أمري على أن أصيده بشركه.»
قال أبو بكر: «ثم ماذا؟»
قال الخليفة: «ثم يكون ما تحمده من العاقبة إن شاء الله.»
قال أبو بكر، وقد بدا في وجهه أنه لم يقتنع: «فلعل الله أن يكشف لي ...»
قال الخليفة ضاحكا: «فقد انكشف لك ما أريد أن تحمل عليه ولدي، حتى لا يجد في نفسه مما يؤوله بسوء ظنه.»
قال أبو بكر، وقد بلغ منه الضجر مبلغا: «وتريدني - أيضا - على أن أحمل ولدك على رأي لا أومن به، ولا أعرف وجهه؟»
قال الخليفة: «بل قد عرفت، فاذهب مكلوءا فلعله ينتظرك الساعة لترد إليه الطمأنينة وروح الرضا.»
अज्ञात पृष्ठ