فصنعوا له سريرا طويل القوائم أثبتوها في قاع النهر، وجعلوا له عرشا على الماء ...
ثم دعا خمارويه إسحاق بن كنداج فوكل إليه أمر تأديب ابن أبي الساج، وضم إليه من ضم من جنده وقواد جيشه، وكر راجعا إلى الشام.
وخلف وراءه القائدين العظيمين اللذين اجتمعا يوما على حربه وعداوته يتحاربان وجها لوجه، ونجا، كأنما أرادها سخرية يتناقل أنباءها رواة النوادر والملح
57
من ظرفاء بغداد ؛ ليضحك منها من يضحك ويعتبر من يعتبر.
ودارت الحرب سجالا بين إسحاق وابن أبي الساج صاعدة هابطة، ومقبلة مدبرة، حتى لم يبق إلا فلول تحارب فلولا، وخمارويه في مأمنه ينظر حتى يتفانى أعداؤه.
وكانت العاقبة على إسحاق فمضى مهزوما إلى الرقة ثم عبر الفرات إلى خمارويه وتبعه ابن أبي الساج حتى صار بينهما النهر.
وتمثل لابن أبي الساج خيال المنتصر، ووقع في وهمه أنه مستطيع أن يمضي قدما، فيخترق الشام ويحوز ملك بني طولون، أليس قد غلب إسحاق صاحب ولاية خمارويه؟
وكتب إلى الموفق يعلمه بالفتح والنصر، ويطلب منه المدد.
ورد عليه الموفق يشكره ويطلب إليه أن يتوقف حتى يبعث إليه بما طلب ...
अज्ञात पृष्ठ