وانبسطت نفس ابن هلال، وبدت أمارات الرضا في وجوه الوفد، فغمغم القوم شاكرين، وقد جاش في نفوسهم أمل، وانصرفوا وهم يدبرون أمرا، والأمير يدبر أمرا ... وأجنت
32
الأرض الخصبة بذرة إلى حصاد ...
وخلا مجلس الأمير إلا من كاتبيه: أبي عبد الله الواسطي، وأبي يوسف يعقوب بن إسحاق، وكان على شفتي الأمير كلام حين ابتدره الواسطى قائلا وما يزال في أذنيه صدى من حديث الوفد: «لله أنت يا مولاي! مكن الله لك وبسط ظلك.»
قال ابن طولون: «الحمد لله كثيرا، تركنا لله عز وجل شيئا
33
فعوضنا منه أشياء أعظم وأجود وأحمد عاقبة: كانت نهاية ما وعدنا به على قتل المستعين بالله تقليد واسط، فخفنا الله عز وجل في قتله فلم نقتله، فعوضنا الله عز وجل اسمه مصر وغيرها.»
قال أبو يوسف: «وإني لأرجو يا مولاي أن يمكن الله لك، فيمتد ملكك من حدود المغرب إلى أكناف العراق.»
قال الأمير: «صه، لقد أسرفت يا يعقوب فيما تأمل، إن في أعناقنا لأمير المؤمنين بيعة لا ينقضها إلا الموت.»
4
अज्ञात पृष्ठ