قال الأخفش ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم﴾ التمام فيه ﴿إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر﴾ وقال غيره (وأولي الأمر منكم) وقف مفهوم وإن كان أهل التفسير قد اختلفوا في معناه فقال ابن عباس: أولوا الأمر منكم أولوا العلم والفقه في دين الله وقال مجاهد: أولوا الأمر أصحاب رسول الله ﷺ، وقال عكرمة: أولوا الأمر أبو بكر وعمر وقال أبو هريرة: أولي الأمر الأمراء وكان محمد بن جرير يميل إلى هذا القول لأن سياق الكلام يدل عليه إن كان الله جل وعز أمر الولاة أن يؤدوا الأمانات إلى أهلها وأمر الرعية أن يسمعوا ويطيعوا فيما كان لله جل وعز طاعة وللمسلمين فيه مصلحة وقد علم أن المعنى أطيعوا أولي الأمر فيما كان لله جل وعز فيه طاعة وقد بين الله جل وعز ذلك على لسان رسوله ﷺ إن طاعتهم لا تكون في معصية.
قال محمد بن جرير: والدليل على صحة هذا أن علي بن مسلم الطوسي حدثنا عن ابن أبي فديك حدثني عبد الله بن محمد بن عروة عن هشام بن عروة عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: «سيليكم من بعدي ولاة سيليكم البر ببره والفاجر بفجوره فاسمعوا لهم وأطيعوا فيما وافق الحق وصلوا وراءهم فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساؤوا فلكم وعليهم» قال: فتبين بهذا أن الطاعة لله جل وعز ولرسوله ﷺ ولولاة الأمر فيما وافق الحق ﴿ذلك خير وأحسن تأويلا﴾ قطع تام، ﴿ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا
[١/ ١٦٩]