قال وقد تورد وجهه: إنك تأسرينني بلطفك. - ما عدوت الحق، والله شهيد.
ثم متسائلة بعد فاصل صمت قصير: هل تمت موافقة البيت؟
تجلت في عينيه نظرة جد لحظة، ثم ضحك ضحكة فاترة من أنفه، وقال: دعينا من البيت وسيرته. - لم كفى الله الشر؟ - ليس البيت على ما يرام. - ألم تشاور السيد أحمد؟ - أبي موافق.
فضربت يدا على يد، وقالت: فهمت، أم فهمي؟ أليس كذلك؟ إنها أول من تبادر إلى ذهني وأنت تفاتحني بالموضوع، طبعا لم توافق، هه؟ سبحان الذي لا يتغير، امرأة أبيك امرأة غريبة!
هز كتفيه استهانة، وهو يقول: لا يقدم هذا ولا يؤخر.
قالت متشكية: طالما ساءلت نفسي عما جنيت؟ أي إساءة أسأت بها إليها؟ - لا أحب أن أقدم على حديثنا حديثا آخر لا يجني منه الإنسان إلا وجع الدماغ، ليكن ظنها ما يكون، المهم أنني ماض إلى هدفي، ولا يعنيني إلا موافقتك أنت. - إذا لم يتسع لك بيتك فبيتنا تحت أمرك. - شكرا، لدي بيتي بقصر الشوق بعيدا عن الحي كله، أما بيت أبي فقد غادرته من أيام.
ضربت صدرها بيدها هاتفة: طردتك!
قال ضاحكا: كلا لم يبلغ الأمر إلى هذا الحد، المسألة وما فيها أن اختياري آلمها لأسباب قديمة لها صلة بالمرحوم أخي (هنا نظر إليها نظرة ذات معنى)، ومع أنني لم أجد في معارضتها وجه حق مقنع، فإنني رأيت من اللياقة أن أعد للزوجية بيتا جديدا.
سألته وهي ترفع حاجبيها وتهز رأسها فيما يشبه الشك: لم لم تنتظر في بيتك حتى يحين ميعاد الزواج؟
فضحك ضحكة تسليم، وقال: آثرت الابتعاد خوفا من تفاقم الخلاف.
अज्ञात पृष्ठ