166

कास्र शौक

قصر الشوق

शैलियों

احتمل مكرها من أجل جمال عينيها. - لم لا نعود كما كنا؟ لست فقيرا على أي حال. - لا يعنيني مالك، ولكن ضقت بحياة الحرام. - والعمل؟ - هذا ما أسأل عنه. - أفصحي. - قلت ما فيه الكفاية.

يا له من هجوم غير متوقع، أجل إنه يبدو أول ما يبدو مضحكا، غير أنه يريدها فلا يسعه أن يرد على الهجوم بمثله، قال بعد صمت: لا أخفي عنك أني بت أتطير من الزواج. - كما أتطير من الحرام ...! - لم تكوني كذلك أمس! - كان في قبضة يدي زوج، أما اليوم! - قليل من المرونة حتى نتلاقى، شيء واحد لا ينبغي أن يغيب لك عن بال، وهو أني مهما تطل بي عشرتك فلن أتخلى عنك.

فهتفت محتدة: سوابقك تشهد على صدقك.

فقال بلهجة جدية يداري بها ضعف مركزه: الإنسان لا يتعلم بلا ثمن. - لم تعد تغرر بي الأقوال، آه منكم يا رجال!

ومنكن يا نساء أليس ثمة آه؟ يا بنت أخت زبيدة رحمتك، جاءت بعد منتصف الليل سكرى، وفي الصباح ضاقت بالحرام، لعلها قالت لنفسها: إذا كانت زوجه الثانية عاهرة فلم لا أكون زوجه الثالثة! هان ياسين، أنسيت ما ينتظرك في الخارج من المتاعب؟ دع المتاعب تنتظرك، ولكن لا تفقد زنوبة بكلمة نابية، كما فقدت مريم، مريم؟ الآن كفرت عن ذنبي يا أخي. قال بهدوء: يجب ألا ينقطع ما اتصل بيننا. - بيدك انقطاعه واتصاله. - يجب أن نلتقي كثيرا ونفكر كثيرا. - من جانبي لا حاجة بي إلى تفكير جديد. - فإما أن أقنعك برأيي، وإما أن تقنعيني برأيك. - لن أقتنع برأيك.

وغادرت الحجرة وهي تداري عنه ابتسامة فأتبع ظهرها المتأود نظرة استغراب، أجل كل شيء يبدو غريبا، ولكن أين مريم؟ وحيدة على أي حال، ولن تذوق نفسه الراحة والسلام، وسيسأل غدا في بين القصرين، وبعد غد في المحكمة الشرعية، ولكن كانت حياتهما في الأيام الأخيرة نضالا متواصلا، حتى قالت له بصريح العبارة: كرهتك وكرهت عيشتك، لم أخلق كي أوفق في الزواج، أهكذا كانت حياة جدي؟ إني أشبه الأسرة به فيما يقال، ورغم هذا كله تريد المجنونة أن تتزوج مني.

28

كانت الشمس تؤذن بالمغيب عندما عبر السيد أحمد عبد الجواد القنطرة الخشبية المؤدية إلى العوامة، ودق الجرس ففتح الباب بعد قليل عن زنوبة في فستان من الحرير الأبيض نمت شفافيته عن محاسن جسدها، فلما رأته هتفت: أهلا ... أهلا، قل ماذا فعلت أمس؟ تصورت حضورك ودقك الجرس دون نتيجة، ووقوفك حينا ثم ذهابك، (وهي تضحك) ووساوسك، قل ماذا فعلت؟

بالرغم من أناقة مظهره والعرف الطيب الذي يتطاير منه بدا وجهه متجهما، وعيناه جامدتين تعكس حدقتاهما استياء. سأل قائلا: أين كنت أمس؟

فتقدمته إلى حجرة الجلوس وتبعها حتى وسط الحجرة بين نافذتين مفتوحتين على النيل ولم يجلس، أما هي فجلست على مقعد بين النافذتين وهي تتظاهر بالهدوء والثقة والابتسام، ثم قالت: خرجت - كما تعلم - أمس لأستبضع، فقابلت في بعض الطريق ياسمينة العالمة فدعتني إلى بيتها. وهنالك أبت علي أن أنصرف، وما زالت بي حتى أجبرتني على المبيت عندها، لم أكن رأيتها منذ انتقلت إلى هذه العوامة، لو سمعتها وهي تطعن في وفائي وتسألني عن سر الرجل الذي أنساني عشيرتي وجيراني!

अज्ञात पृष्ठ