374

============================================================

القانسون وليجتهد في تفريغ باله لفهم العلم، بقطع العلائق وحسم ا لعوائق، وهي إحدى فوائد الرحلة والتجرد.

وليعلم أن طنين الذباب يشغل ذوي الألباب، وقال تعالى: (ما جعل الله لرجل ون قلبين في جؤفه1، وما أحسن هما واحدا في طلب العلم يغنيه عن كل هم، قال تعالى: (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا}2، اي من كل شيء غير ذكر موسى.

وبلغنا أن بعض من كان معتنيا بهذا المعنى من طلبة العلم، كانت تأتيه الكتب من جهة قومه، فما يقراها خوفا أن يجد فيها بعض ما يهول عقله، فكان كلمسا اتسي بكتاب 213 رماه في كوة، (فلما فرغ من شأنه، وعزم على القفول إلى بلده، استخرجها كتابا كتابا، فوجد من مات من أهله، ومن عرض له آمر، فيكى ولم يتضرر حينتذ بذلك، لأنه قد تفرغ.

وليحفظ ما رزق من المال، ليستعين به على قوته وكسوته وكتبه، ولا ينسده في فير صنيع، فإن الشرع قد أمر بحفظ المال، ونهى عن إضاعة المال.

(أشياء مجلبة للغنى وأخرى للفقر) ولا بأس أن يراعي في تصرفاته ما يعد مجليبة للغنى باذن الله فيأتيه، وما يكون مجلبة للفقر فيحذر منه، فمن الأول إقامة الصلاة، قال تعالى: وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزفا ذخن نرزقك}3، ومداومة صلاة الضحى، وسورة الواقعة، ولا إله الا الله الملك الحق المبين، ويقال: "من قاله مائة مرة، كان له أمانا من الفقر، وأنسا من وحشة 6- الأحزاب: 4- القصص: 10.

3- طه:132.

पृष्ठ 476