============================================================
القانون الكتاب، وقال تعالى: علمها عند ربي في كتاب1. وأوصى مالك بعض أصحابه عندما ودعه فقال: "أوصيك بتقوى الله في السر والعلانية، والنصح لكل مسلم، وكتابة العلم من عند أهله". وعن الخليل ابن أحمد: "اجعل ما تكتب بيست مال، وما في صدرك للنفقة".
وكلام السلف في الترخيص في الكتاب، بل في التحريض عليه كثيرا دأيضا2.
وأما العقل، فإن الكتاب احتياط للعاسم، عن أن يضيع بالنسيان، ويموت أهله، والوجه الذي احتيط به للقرآن فكتب في الصحف والمصاحف، يحتاط بها3 للقرآن، ولولا الكتب المدونة لضاع كثير من العلم، ولولا التواريخ المصنفة لم تصل إلينا علوم الأقدمين، ولا عرفت تراجم الناس، وأما الذين كرهوا الكتب من السلف، كابن عباس وابن شهاب، والنخعي والشعبي وغيرهم، فكانوا عربا، والعرب قد أعطوا الحفظ فكانوا يحفظون القصائد والخطب في مجامعهم وأنديتهم، ولا يستعيدونها، وقد حدث النبي بخبر قس بن ساعدةه، وأنه لقيه في سوق عكاظ وسمعه يخطب5، فحكى حطبه خطبته بوجهها، ثم قال مع شعر لا أرويه، فقال أبو بكر انا آرويه إذ كان حاضرا معه، فأنشده بوجهه.
1- طه:52.
ك سقطت من ج ك ورد في ح: به.
9- قس بن ساعدة الايادي خطيب العرب وشاعرها وحكيمها، أول من خطب على شرف واتكا عند خطبته على سيف أو عصا. توفي نحو 23 ق. ه البيان والتبيين/1: 42-43 - الأعلام/5: 196.
5- ومما جاء في حطبته قوله: (... يا معشر إيادا أين مود وعادە وأين الآباء والأحدادە أين المعروف الذي لم يشكر، والظلم الذي لم ينكر؟آ يقسم قس با لله قسما لا إثم فيه إن لله دينا هو أرضى له وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه، فطوبى لمن أدركه فاتبعه، وويل لمن خالفه). العقد الفريداه: 215.
كا- سقطت من ج
पृष्ठ 434