256

============================================================

القانون الفصل الخامس عشر: في ذم العالم على مخالطة الأمراء الظلمة يروى عن ابن عباس عن النبي قال: (من سكن الباديسة جفا ومن اتبع الصيد غفل ومن أتى السلطان افتتن)1، وعن حذيفة "إياكم ومواقف الفتن. قيل: وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله. قال: أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه 145 بالكذب، ويقول له ما ليس فيه". وعن وهب بن منبه2 (قال: "إن جمع المسال وضشيان السلطان، لا يبقيان من حسنات المرء شيئا إلا كما يبقى ذثآبان جائعان ضاريان سقطا في حظار فيه غنم فباتا يجوسان حتى أصبحا".

وعن سفيان الثوري قال: "في جهنم واد لا يسكنه إلا القراء الزوارون للملوك". وفي الخبر، "خير الأمراء الزوارون للعلماء، وشر العلماء الزوارون للأمراء"، ويقال أيضا: "شر الأمراء أبعدهم من العلماء، وشر العلماء أقربهم من الأمراء".

وعن النبي قال: (العلماء أمناء الرسول على عباد ا لله ما لم يخالطوا السلطان، فاذا فعلوا ذلك فقد خانوا الرسول، فاحذروهم واعتزلوهم)3، وقيل للأعمش: "يا أبا محمد لقد أحييت العلم بكثرة من يأخذه عنك، فقال: لا تعجبوا، فان ثلثا منهم يموتون قبل أن يدركوا، وثلثا يلزمون السلطان فهم شر من الموتى، ومن الثلث قليل من يفلح"، وإنما قال شر من الموتى، لأنهم يفسدون ويدلون على الفساد، بخلاف الموتى، 1- أحرحه احمد في مسند بني هاشم. وأحرحه النسائي في كتاب الصيد والذبائح، باب اتباع الصيد.

3 وهب بن منيه بن كامل أبو عبد الله التابعى اليمي (94-114 ه) ولاه عمر بن عبد العزيز قضاء صنعاء وسمع عددا من الصحابة. من كتبه "تفسير القرآن" و"قصص الأنبياء1. وفيات الأعيان/5: 88 - شذرات الذهب/1: 150.

3- حديث ضعيف، ذكره ابن عبد البر في جامعه/1: 643.

पृष्ठ 358