187

============================================================

القانون علم القيافة وحاصله معرفاة النسب الإنساني، بتوسم الصور كما قال المدلجي، حين تظر إلى رجلي أسامة1 وأبيه زيد رضي الله عنهما: "إن هذه الأقدام بعضها من بعض"، وسمعه النبى فسر بذلك، وقال بعضهم: "ورثت من أبي عبدا شيخا كبيرا، فسافرت وهو معي، فلما دخلنا بلدا جعل يقود بي، فنظر اليتا أعرابي فقال ما اشبه الراكب بالقائد، فأسررت ذلك في نفسي حتى رجعنا، فخلوت بوالدتي وأخبرتها بذلك وسألتها، فقالت اعلم ان أباك كان عقيما، فلما خفت هذه الأموال تذهب من أيدينا، مكنت ذلك العبد من نفسي، فهو أبوك، ولولا أن هذا أمر ستعلمه في الآخرة، ما أخبرتك به في الدنيا".

وهذا العلم شعبة من علم الفراسة الحكمية، المذكورة في الفلسفيات، وهو شيء يوجد بتخصيص من الله تعالى لن يشاء، وكان في بني مدلج، واعتبره الفقهاء في الحاق النسب بشروطه، وقالوا كل من اختصه الله به، فقوله مقبول فيه، وإن لم يكن مدلجيا.

ومنها علم العيافة والزجرة: وحاصله الاستدلال بحيوانات ماشية أو طائرة أو جمادات، من حيث حركاتها أو أصواتها أو أسماؤها، أو غير ذلك، على أمور من الغيب وقعت أو تقع، وكان هذا العلم في بني لهب.

قال الشاعر: وقد رد علم العالمين إلى لهه سألت أخا لهب ليزجر زجرة 1- أسامة أو الحب بن زيد بن حارثة حبه رسول الله لل، ويكنى أبسا محمد، وأمه أم أيمن حاضنة رسول الله ومولاته، مات في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان. طبقات ابن سعداه: 349.

ف- الزحر والعيافة يفيدان نفس المعنى، نقول عاف الطير: زحرها.

पृष्ठ 289