============================================================
القانون بولا، وتجذب الرئة1 زبده لينطيخ فيها، فيصير بلغما، وترطب منه جرمها لثآلا يدركها اليبس من شدة الحركة.
وأما الدم الآخر، فما رق منه وصفا، يندفع إلى القلب، فيغتذي منه بما يشاكل جوهره، ويرسل الباقي في الشريانات الحاملة للروح كما مر، وما بقسي في الكبد، تبعثه في الأوردة التي فيها إلى أعضاء البدن، وذلك محل الهضم الثالث فقبل كل عضو ما يشاكل طبعه وهضمه هضما ثالثا، فيصير أبيض صافيا، وهو المني، ويصيره شبيها به، ويكون الصاق الغذاء بالعضو وتشبهه به، بالقوة الملصقة والمشبهة المزآيدتين فيما مر.
ثم يغتذي العضو بما يشاكل جوهره، كما أن غذاء الشجر من الماء والأرض، ويصير في العود عودا، وفي الورق ورقا، وفي الثمر ثمرا، وفي الزهر زهرا، وفي الحلو حلوا، وفي الحسامض حامضا، كذلك الغذاء في الجسد، وهو المني المذكور، يصير في اللحم لحما، وفي العظم عظما، وفي الجلد جلدا، وفي العصب عصبا، (فتبارك الله أحسن الخالقين)2.
فهذا بيان منشا الأخلاط من الغذاء، ونشا الأعضساء من الأخلاط ثم إن فضل عن الأعضاء شيء زائد على غذائها، أرسلته الطبيعة حباذن الله، علحى جداول لطيفةك3 إلى أوهية المني، فتخرجه عند الحاجة إلى إخراجه بجماع أو احتلام، وما بقي مما لا تنتفع به الأعضاء من فضلة الغذاء، تدفعه من مسام البدن عرقا من الجاد، ورهضا من العين، ووسخا من الأذن، ومخاطا من المنخرين، ونخامة من الخيشوم، وبزاقا من الفم، ونفثا وبخارا من سائر البدن، وتولد من غليظه الشعر لتثفي عنه البدن، مع ما في الشعر من الزينة والستر وشد العضو، وهذا كما تثفي الطبيعة النباتية، فضلة الغذاء النباتي الى الظاهر قشورا وليفا وصمفا، وتحو ذلك.
- ررد في ج: الرية.
- المومنون:1.
3- ساقط من ج
पृष्ठ 250