126

क़ानून बलाग़ा

शैलियों

../kraken_local/image-124.txt

أسبابه . فمتى اجتمعت للشاعر هذه الخصال فهو المحسن (1) المبرز.

ووبقدر نصيبه منها تكون مرتبته من الإحسان، ولسق أفضل في هذه القضية بين القديم والمحدث، والجاهلي والمخضرم، والاعرابي والمولد. إلا أني أرى حاجة المحدث إلى الرواية أشد، وأجده إلي كثرة الحفظ أفقر. لان المطبوع الذكي لا يمكنه تناول ألفاظ العرب إلا ارواية، ولا طريق إلى الرواية إلا السمع، وملاك السمع الحفظ ويحب(2) للشاعر إذا أراد نظم قصيدة أن يمخض المعنى الذي يريد بناء الشعر عليه، في فكره نثرا، ويعد له ما يكسوه من الالفاظ التي اتجانسه، والقوافي التي توافقه، والوزن الذي يسلس القول عليه، فإذا افق له بيت يشاكل الغرض الذي رماه، أثبته، وشغل(3) القوافي بما تقتضيه من المعاني على غير ترتيب الشعر، بل يعلق ما يتفق (4) له ان ظمه، وإن لم يكن مناسبا لما قبله . فإذا تكاملت له المعاني وكثرت الابيات، تكون سلكا لها، ورباطا لما تشتت منها. ثم يتأمل ما قدا مح به طبعه، ونتجته فكرته، فيبالغ في انتقاده، ويبدل اللفظ المستكره باللفظ السهل، وإن شغل قافية (5) في معنى ما، ثم اتفق له امعن يضاد الأول وكانت في المعنى الثاني، أوقع منها في الأول عدل(6) إلى ما هو أحسن، وأبطل البيت، أو نقض بعضه، وطلب المعناه قافية تشاكله، وإذا أسس شعره على الكلام البدوي الفصيح لم

अज्ञात पृष्ठ