क़नाचा
القناعة في ما يحسن الإحاطة من أشراط الساعة
अन्वेषक
د. محمد بن عبد الوهاب العقيل
प्रकाशक
مكتبة أضواء السلف
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م
प्रकाशक स्थान
الرياض - المملكة العربية السعودية
शैलियों
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
= فإن قيل: إنه كان حاضرًا في هذه المواطن كلها لكن لم يكن أحد يراه، فالجواب: أن الأصل عدم هذا الإحتمال البعيد الذي يلزم منه تخصيص لعمومات بمجرد التوهمات ثم ما الحامل له على هذا الإختفاء وظهوره أعظم لأجره وأعلى في مرتبته وأظهر لمعجزته ثم لو كان باقيًا بعده لكان تبليغه عن رسول الله ﷺ الأحاديث النبوية والآيات القرآنية وإنكاره لما وقع من الأحاديث المكذوبة والروايات المقلوبة والآراء البدعية والأهواء العصبية وقتاله مع المسلمين في غزواتهم وشهوده جمعهم وجماعتهم ... أفضل مما يقال عنه من كونه في الأمصار وجوبه الفيافي والأقطار، قال: وهذا الذي ذكرناه لا يتوقف أحد فيه بعد التفهيم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. "البداية والنهاية": (١/ ٢١٢).
وقال ابن القيم ﵀: (ومنها - أي: الأحاديث التي لا تصح - الأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته كلها كذب ولا يصح في حياته حديث واحد). وقال: (سئل إبراهيم الحربي عن تعمير الخضر وأنه باق؟ فقال: من أحال على غائب لم ينصف منه وما ألقى هذا بين الناس إلا الشيطان).
وسئل البخاري عن الخضر واليأس هل هما أحياء؟ فقال: كيف يكون هذا وقد قال النبي ﷺ: "لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد".
وسئل عن ذلك كثير غيرهم من الأئمة فقالوا: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ [الأنبياء: ٣٤].
وسئل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ فقال: (لو كان الخضر حيًّا لوجب عليه أن يأتي النبي ﷺ ويجاهد بين يديه ويتعلم منه، وقد قال النبي ﷺ يوم بدر: "اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض".
وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم فأين كان الخضر حينئذ). "المنار المنيف": (ص ٦٦ - ٦٨).
وفي نقل ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ تعالى القول بموت الخضر عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية دليل على أن ما نسب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية من القول بحياته واجتماعه بالنبي ﷺ غير صحيح بل إن في نسبة ذلك له جهل بأصول منهج شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀، ولذلك أشار جامع "فتاوى شيخ الإسلام": (٤/ ٣٣٨) بقوله متعجبًا: (هكذا وجدت هذه الرسالة) وهي في الحقيقة تحتاج لدراسة وفحص يسر الله لهذا المجموع القيم من يدرسه ويحققه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
فإن قيل: ما خطورة القول بحياة الخضر على الإسلام.
فالجواب - مع ما تقدم - من قول ابن الجوزي ﵀ حيث يقول: وما أبعد فهم من يثبت وجود الخضر وينسى ما في طي إثباته من الإعراض عن هذه الشريعة. "المنار المنيف": (ص ٧٠).
هذا ملخص لأقوال العلماء ﵏ في مسألة الخضر، وقد تبين أن الراجح في ذلك أنه نبي كسائر الأنبياء ﵈ وأنه مات قبل نبينا محمد ﷺ.
1 / 33