ما وطنكم يا كاردينالات لابالو، وديبرا، ولورين، ومازاران؟
أين كان وطن أتيلا ومئات الأبطال أمثاله؟
أود أن يخبرني أحد أين كان موطن إبراهيم؟
كان أول من كتب أن الوطن هو المكان الذي يشعر فيه المرء بالراحة هو - على ما أعتقد - يوريبيدس في مسرحيته «فايتون»؛ لكن أول إنسان غادر محل ميلاده سعيا إلى راحته في مكان آخر قالها قبله.
أين الوطن إذا؟ أليس حقلا جيدا يستطيع مالكه الذي سكن منزلا جميلا أن يقول: «هذا الحقل الذي أحرثه، وهذا المنزل الذي بنيته هما ملكي؛ أعيش فيهما محميا بالقوانين التي لا يستطيع أي طاغية أن ينتهكها. وحينما يلتقي أولئك الذين يملكون مثلي الحقول والمنازل في مصالحهم المشتركة، فلي صوتي في المجلس؛ أنا جزء من كل شيء، وجزء من المجتمع، وجزء من السلطة؛ هناك وطني»؟
حسنا إذا، أمن الأفضل لوطنك أن يكون مملكة أم جمهورية؟ ما زال السؤال مثار جدل منذ أربعة آلاف عام. اسأل الأغنياء عن إجابة، كلهم يفضلون الأرستقراطية؛ اسأل العامة، يريدون الديمقراطية، الملوك وحدهم يفضلون الملكية. كيف، إذا، يحكم العالم كله تقريبا ملوك؟ اسأل الفئران الذين اقترحوا أن يعلقوا جرسا حول عنق القط. السبب الحقيقي، كما قيل، هو أن البشر نادرا ما يستحقون حكم أنفسهم.
محزن أن يكون على المرء غالبا، ليكون وطنيا صالحا، أن يكون عدوا لبقية البشرية. يعني كونك وطنيا صالحا أن تتمنى أن تغتني مدينتك بالتجارة، وتستقوي بالسلاح. واضح أن أي دولة لا تستطيع أن تغنم إلا بخسارة غيرها، وأنها لا تستطيع أن تغزو دون أن تسبب بؤسا. هكذا حال البشر إذا، أن يعني تمني المرء العظمة لبلده تمني الضرر لجيرانه. من يتمن ألا يكون وطنه أبدا أكبر ولا أصغر، ولا أغنى ولا أفقر يكن مواطن العالم.
العلل الغائية
لو لم تصنع الساعة لتخبرنا بالوقت، لاعترفت إذا بأن العلل الغائية أوهام؛ لاعتبرت أنه من حق للناس أن يدعوني «منهي العلل»؛ أي أبله.
غير أن كل أجزاء آلة هذا العالم تبدو مصنوعا بعضها لبعض. نزع قليل من الفلاسفة إلى الاستهزاء بالعلل الغائية التي رفضها إبيقور ولوكريتيوس. لكن يبدو لي أن عليهم أن يستهزئوا بإبيقور ولوكريتيوس نفسيهما. إنهما يخبرانكم أن العين ليست مصنوعة للرؤية، لكن الإنسان انتفع منها لذلك الغرض حينما أدرك أن الأعين يمكن أن تستخدم في ذلك. طبقا لهما، فإن الفم ليس مصنوعا من أجل الحديث ولا الأكل، ولا المعدة من أجل هضم الطعام، ولا القلب من أجل استقبال الدم من الأوردة وضخه عبر الشرايين، ولا الأقدام من أجل السير، ولا الآذان لأجل السمع. يعلن هؤلاء الأشخاص، على الرغم من ذلك، أن الخياطين يصنعون لهم المعاطف ليكسوهم، والبنائين يشيدون لهم المنازل ليئووهم؛ ويتجرءون على أن ينكروا على الطبيعة، وعلى الكائن العظيم، وعلى الذكاء الكوني ما يقرون به لأقل عمالهم.
अज्ञात पृष्ठ