मिस्र की आदतों, परंपराओं और अभिव्यक्तियों का शब्दकोश
قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية
शैलियों
وقد دخلت الإبرة في الأدب المصري الشعبي كما دخلت في الأدب العربي، فهي في الأدب المصري سبة للمرأة، فإذا رأت امرأة امرأة أخرى نحيفة جدا، وكانت جلدا على عظم، عيرتها بأنها «إبرة»، وكانت هذه سبة فظيعة يوم كان المثل الأعلى للجمال هو السمن، وكان الخاطب يوصي الخاطبة بأن تكون المخطوبة «بيضاء سمينة غنية وشعرها أصفر»، فأما الآن فقد تغير هذا الذوق، وتغلب حب الرشاقة على حب السمن؛ ولذلك فقدت هذه السبة كثيرا من قيمتها.
ومن الأمثال العملية في الإبرة «يفتي على الإبرة ويبلع المدرة»، ومعنى يفتي على الإبرة أنه يفتي بتحريم الإبرة على غيره، ومعنى «المدرة» المذارة وهي التي يذرى بها الحب، وهو مثل يضرب لمن يحرم على الناس صغار الأمور وهو مع ذلك في نفسه يرتكب كبائرها، فهو لغيره يحاسب على الإبرة وهو في نفسه يبلع المدرة.
ومن أمثالهم أيضا «الإبرة اللي فيها خيطين ما تخيطش»، وهو مثل يضرب لتعدد الرؤساء والخوف من فساد العمل بكثرة الأوامر المتناقضة، فهو شبه بالمثل الآخر: «المركب اللي فيها ريسين تغرق.»
ومما يتصل بأمثال الإبر أنهم إذا عابوا خياطة خائطة قالوا: «بين الغرزة والغرزة ترقد المعزة»، يعنون بذلك أن غرز الخياطة ليست منسجمة ولا دقيقة، فبين كل غرزة وأخرى فضاء كثير يتسع لرقاد العنزة.
ومن أمثالهم أيضا «التركي يحفر البير بإبرة» وهو يدل على عقيدتهم في التركي بأنه صبور على نيل غرضه يصل إليه في دؤوب وصبر، ولو لم يجد وسائله متوافرة استطاع أن يتخذ أي وسيلة مهما صغرت وكمل نقصها بصبره والثبات على قصده.
وفي القرآن الكريم:
ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ، وسم الخياط هو ثقب الإبرة الذي لا يدخلون الجنة حتى يدخل الجمل في خرق الإبرة، فهذا مستحيل وذاك مستحيل، وهذا تعبير جميل عن الاستحالة.
ومن التعبيرات اللطيفة في ذلك قول الشاعر:
فلو أن ما بي من جوى وصبابة
على جمل لم يدخل النار كافر
अज्ञात पृष्ठ