وقد أثار تحويل الروايات المشهورة إلى أفلام نقاشا متعددا، ما بين محبذ لذلك وحامل عليها. ولما كان للأدب وسيلة تعبير مختلفة عن وسيلة التعبير السينمائية، وجب النظر إلى الأفلام بهذه النظرة؛ فالفيلم - كما قال مرة الأستاذ نجيب محفوظ - صناعة يدخل فيها الكثير من الفنون؛ من إنتاج إلى إخراج وتصوير ومونتاج وتمثيل، وهو آخر الأمر عملية تجارية إلى جانب العملية الفنية؛ ولذلك يجيء مختلفا عن الأصل الأدبي. وقد اشتهر إرنست همنجواي ⋆
بسخريته من الأفلام التي أخذت عن رواياته وقصصه، ويؤخذ عنه قوله: «إن أفضل تعامل مع هوليوود هو أن تذهب إليهم وتلقي لهم بالقصة ويلقوا لك بالنقود، ثم تركب سيارتك وتجري بها بعيدا!» ولكن ذلك لم يمنع قبوله تقديم كل أعماله تقريبا للسينما؛ لما في ذلك من انتشار وريع مالي كبير.
ومن الأمور ذات الدلالة أن أول فيلم أمريكي حاز انتشارا واسعا في أوائل الفن السينمائي كان مأخوذا عن رواية، والفيلم هو «مولد أمة» (1915م) للسينمائي الرائد «د. و. جريفيث»، عن رواية «رجل القبيلة» للقس «توماس ديكسون». وشهدت السينما الصامتة أعمالا أدبية، ولكن على مستوى محدود، أغلبها عن قصص لسمرست موم. ولكن قدوم الفيلم الناطق عام 1927م بفيلم «مغني الجاز»، شجع المنتجين على اختيار روايات مشهورة لتقديمها في السينما؛ فشهدت السينما أفلاما من تأليف «يوجين أونيل»، ⋆
وكثيرا من الأعمال الأدبية غير الأمريكية، وخاصة أعمال شكسبير، ولكن لما كان كلامنا منصبا على الأدب الأمريكي ، نذكر هنا أفلام «الصقر المالطي» عن رواية داشيل هاميت ⋆
المقدم عام 1931م، «وداعا للسلاح» (1932م ثم في 1957م)، و«الإمبراطور جونز» لأونيل و«نداء الطبيعة» لجاك لندن. ⋆
ولكن اللجوء إلى الأدب لتقديمه للجمهور السينمائي قد أخذ دفعة كبيرة منذ خمسينيات القرن العشرين، بتقديم «الصخب والعنف»، ⋆ «موبي ديك»، ⋆ «عربة اسمها الرغبة»، ⋆ «جاتسبي العظيم»، ⋆ «مأساة أمريكية»، «شرقي عدن»، ⋆ «عصر البراءة»، «يوم الجرادة»، «لوليتا»، ⋆
وصولا إلى الأفلام المعاصرة التي قدمت كل أعمال إرنست همنجواي، ومعظم أعمال هنري جيمس، وأعمالا ل «فيليب روث» ⋆
و«دي ليلو» ⋆
و«دكترو»، ⋆
وما زالت السينما تأخذ من عيون الأدب الأمريكي ما تقدم به أعمالا مميزة في تاريخها الفني.
अज्ञात पृष्ठ