فقالت الأميرة: «ألم ننس هذه القصة؟ أنا لم أراهن ولكن جلالتك ارتأيت هذا الرأي.»
فقالت الملكة: «يا للعجب! أتنكرين أنك راهنت بخاتمك على إسواري أن ذلك الفارس صاحب النمر لا يمكن أن يغرى بترك حراسة العلم؟»
فقالت الأميرة: «أنت أعظم من أن أخالفك، ولكن أظن أن هؤلاء السيدات يشهدن أن جلالتك ارتأيت وضع هذا الرهن وأخذت الخاتم من أصبعي غصبا عني.»
فقالت إحدى الحاضرات: «أتنكرين أيتها الأميرة أنك مدحت شجاعة هذا الفارس وبينت ثقتك فيه؟»
فقالت الأميرة: «وإن كنت مدحت شجاعته، فهل تتخذن ذلك سببا للاشتراك مع جلالتها ومدح ما فعلته؟ أما أنا فلم أمدح هذا الفارس إلا كما مدحه كل الذين شاهدوا أفعاله في ميدان القتال. وعن أي شيء يتكلم النساء وهن في دار الحرب إلا عن الجنود وأفعالهم؟!»
فقالت إحدى الحاضرات: «إن الأميرة جوليا لم تزل غاضبة علينا من حين أخبرنا جلالتك أنها رمت له وردتين في الكنيسة.»
فقالت الأميرة للملكة: «إذا كنت جلالتك أتيت بي لتسمعي ما يقوله جواريك، وليس لك شيء آخر تأمرينني به فاسمحي لي بالانصراف.»
فقالت الملكة: «اصمتي يا فلوريسا، ولا تنسي أنك تتكلمين عن ابنة عم الملك. وأنت يا بنت العم العزيزة، أيصح في شرعك أن تحرمينا من ساعة أنس، وقد مضى علينا أيام كثيرة في البكاء والنوح؟»
فقالت الأميرة: «لتكن كل أيامك أيام أنس يا مولاتي، أما أنا فالأجدر بي أن لا أضحك كل حياتي ما إن ...» قالت ذلك وأمسكت عن الكلام لشدة انفعالها.
فقالت الملكة: «سامحيني يا حبيبتي، ولكن ما هو ذنبنا العظيم؟! شاب أغري باسم فتاة جميلة، لأن نكتبانس لم يقدر أن يغريه إلا باسمك.» فلما سمعت الأميرة جوليا هذا الكلام صرخت قائلة: «يا إلهي! ماذا تقولين أيتها الملكة؟! أتتكلمين بالجد أم أنت تمزحين؟ أعرضت شرفك وشرف نسيبتك ابنة عم زوجك للعار والازدراء؟! أنت تمزحين ولا بد.»
अज्ञात पृष्ठ