إليه في معنى كذا وكذا".
ابتداء كتاب:
"أسعد الله أيام المجلس الفلاني ووالى فضله، وأعلى محلّه، وقرن بالنجاح عقده وحلّه، وجمّل به الزمن وأهله؛ ولا زال كلّ فصيح ناطقًا بحمده، وكلُّ بليغ حامدًا لمجده، وكلُّ أمل محققًا في رفده، وكل إنجاز كامنًا في جانب وعده.
وصدرت هذه الخدمة مشتملة على الدعاء الموصوف بالصلاح، والثناء الذي لا يزال يهديه في الغدوّ والرواح، والحمد المتوالي فيه عند الملوِّ والولء الذي أصبح ضميره ابن قيسه فاقسم أن لا براح، والأشواق التي لا تنفك تتجدد، والأتواق التي زفراتها مع ساعات النهار تتردد، والغرام الذي لو كان البحر مددًا لكلماته /٥٢ ب/ لنفد البحر قبل أن ينفد. وكيف لا يكون كذلك وقد أصبح في محبَّته عريقًا، وغدا في بحر فواضله غريقا، وصار لرفيق إحسانه رفيقًا: ﴿وحسن أولئك رفيقًا﴾.
[٣٠]
إبراهيم بن محمد بن معالى بن عبد الكريم، أبو إسحاق الرقيُّ، المعروف بابن الجبناتيِّ.
قدم الموصل في حداثته، ولم يزل بها قاطنًا إلى أن مات يوم الأحد السادس عشر من المحرم سنة تسع وعشرين وستمائة.
وكانت ولادته في شهر ذي القعدة سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
صحب الشيخ أبا الحرم مكي بن ريان النحوي، وتأدّب عليه ودرس فقه الإمام الشافعي –رحمه الله تعالى- وصار معيد درسه بالمدرسة العَّزيَّة التي أنشأها أتابك نور الدين أبو الحارث أرسلان شاه بن مسعود بن مودود –﵁ وكان خازن كتبها وكتب المدرسة العِّزيًّة التي مقابلها؛ مضافًا إلى الإعادة.
رجل طويل كهل، نزل الشيب بعارضيه. كان رجلًا عاقلًا محترمًا عند الناس،