281

ديم الغمام يرعدها وببرقها ... كاثرتها بسحائب الأشواق

ما أدمعي تنهلذ سحا إنما ... هي مهجتي سالت على الآماق

وله: بسيط

الحب تسبح في أمواجه المهج ... لو مد كفذا إلى الفرقى به الفرج

بحر الهوى غرقت في سواحله ... فهل سمعتم ببحر كله لجج

بين الهوى والردى في لحظه نسب ... هذي القلوب وهذي الأعين الدعج

دين الهوى شرعه عقل بلا كتب ... كما مسائله ليست لها حجج

لا العدل يدخل في مسع المشوق ولا ... شخص السلو على باب الهوى يلح

كان عيني وقد سالت مدامعها ... بحر يفيض ومن آماقها خلج

جار الزمان على أبنائه وكذا ... تغتال أعمارنا الآصال والدلج

بين الورى وصروف الدهر ملحمة ... وإنما الشيب في هاماتهم رهج

وله يتغزل: كامل

رقت محاسنه وراق نعيمها ... فكأنما ماء الحيوة اديمها

رشا إذا أهدى السلام بمقلة ... ولي بلب سليمها تسليمها

سكرى ولكن من مدامة لحظه ... فأغضض جفونك فالمنون نديمها

وله في الوزير الجل أبي حفص الهوزني رحمه الله وقد مات بنهر طلبيرة عند أفتتاحها قصيدة طويلة منها: طويل

وفي كفه من مائع الهند جدول ... عليه لارواح العداة تحوم

بحيث الصدى بين الجوانح يلتظي ... ونار الوغى بين الأسنة تضرم

وما من قليب غير قلب مدجج ... ولا شطن غلا الوشيح المقوم

ووجه الضحى من ساطع النقع كاسف ... بيوم لاه زرق الأسنة انجم

ولما رأوا إلا مقر لسيفه ... سوى هامهم لذوا بأجراء منهم

فكان من النهر معينهم ... ومن ثلم السد الحسام المثلم

فهلا ثنى عنه الردى في زلاله ... رداء برقراق الفقاقيع معلم

فياعجبا للبحر غالته نطفة ... وللأسد الضرغام أداه أرقم

وله يتعزل أيضا: كامل

ليل يعارضه الزمان بطوله ... ما لي به إلا الأسى من مسعد

पृष्ठ 285