إن الملوك تخاف من أبنائها ... فتحل من مهجاتهم ما يحرم
ولذاك قيل الملك أعقم لم يزل ... فيه الولي يثير حربا تضرم
فاحسم دواعي كل شر دونه ... فالداء يسري أن غدا لا يحسم
كم سقط زند قد نما حتى غدا ... بركان نار كل شيء يحطم
وكذلك السيل الجحاف فإنما ... أولاه طل ثم وبل يسجم
والمال يخرج أهله عن حدهم ... فأفهم فإنك بالبواطن أفهم
واذكر صنيع أبيك أول مرة ... في كل متهم فإنك تعلم
لم يبق منهم من توقع شره ... فصفت له الدنيا ولذ المطعم
فعلى م تنكل عن صنيع مثله ... ولانت أمضى في الخطوب وأشهم
وجنانك الثبت الذي لا ينثني ... وحسامك العضب الذي لا يكهم
والحال أوسع والعوالي جمة ... والمجد أشمخ والصريمة ضيغم
لا تتركن للناس موضع تهمة ... واحزم فمثلك في العظائم يحزم
قد قال شاعر كندة فيما مضى ... بيتا على مر الليالي يعلم
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدم
فاجعله قدوتك التي تعتادها ... في كل من يبغي ورأيك أحكم
واسلم على الأيام أنك زينها ... وجمالها والدهر دونك ماتم
لازلت بالنصر العزيز مهنئا ... والدين عن محمود سعيك يبسم
وغدت على الأعداء منك رزينة ... لا تستقل بها وخطب صيلم
ووقيت مكروه الحوادث واغتدت ... طير السعود بإيككم تترنم
فلما قرأها المعتمد عف عما أرادوه، وكف ألسنة الذين كادوه، بمراجعة حلت من بغيهم ما انعقد، وزأرت عليهم زئير الليث على النقد، دلت على تحققه بالرياسة، وتسنمه لذرى النفاسة، وتقليل لأيمة العدل المعرضين عن الوشاة، الرافضين للبغاة، العارفين بمعاني السعايات وأسبابها، النابذين لأصحابها وأربابها، فأجمل حلي الملوك التصامم عن سماع القدح في ولي، والتعاظم عن الوضع لعلي، والهجر لمن بغي، والزجر لمن نعب بمكروه أورغا، والمراجعة: كامل
كذبت مناكم صرحوا أو جمجموا ... الدين أمتن والسجية أكرم
خنتم ورمتم إن أخون وربما ... حاولتم أن يستخف يلملم
पृष्ठ 15