काहिरा
القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل
शैलियों
سكان القاهرة أناس لطفاء ومرحون، وهم لا يبخلون بالكلمات الطيبة، لكنهم لا يصنعون الكثير من الأشياء ... ويزاولون التجارة والصناعة غير أنهم لا يخرجون من بلادهم. ص591.
وتقع وسط النيل وتجاه المدينة القديمة جزيرة تدعى: المقياس ... وهذه الجزيرة غاصة بالسكان وتحوي قرابة 1500 أسرة . ص588.
وفي جنوب الضاحية [مصر القديمة] على النيل، يقوم المكس بالنسبة للبضائع القادمة من الصعيد. ص587.
وهنا [منطقة القرافة] قبر السيدة نفيسة ... بلغت شهرته درجة جعلت كل مسلم يأتي القاهرة ... عن طريق البر أو البحر، يقصد هذا الضريح للتشرف به، ويقدم له النذور والهدايا ... حتى إن الصدقات تصعد سنويا إلى مائة ألف أشرفي،
41
وتوزع بين الفقراء من نسل الرسول ... وعلى إثر دخول الترك ... قام الإنكشارية بنهب المزار، ووجدوا فيه خمسمائة ألف أشرفي عدا المصابيح والسلاسل الفضية والسجاد، وقد أعاد [السلطان] سليم القسم الأعظم من هذا الكنز للضريح. ص587.
ويتكلم عن أسعار الأقوات بالارتباط بفيضان النيل فيما إذا كان عاليا (15 ذراعا) أو منخفضا (أقل من 12 ذراعا) في خلال فترة ارتفاع المياه تكون المحاصيل شحيحة، ويحق للبائع تحديد سعر الخبز في حدود مرعية وإلا وقع تحت طائلة العقاب: «وبعد مضي ثمانين يوما من بداية الفيضان [أي عندما يثبت حجم الفيضان] يحدد المحتسب سعر الأقوات ولا سيما سعر الخبز. ويقع هذا التسعير مرة واحدة في العام.» (ص590). وإذا بلغ مقياس النيل 18 ذراعا فإن الأماكن المسكونة ستتعرض للغرق، ويقوم أشخاص بتحذير الناس: «أيها الناس اتقوا الله! من جبل إلى جبل.» أي الفيضان يعم كل الوادي من الهضبة الشرقية إلى الهضبة الغربية. «... [القاهرة] مجهزة بما يلزم من الصناع والباعة الذين يقيمون على وجه الخصوص في شارع يذهب من باب النصر حتى باب زويلة، وهنا يقيم أكبر جزء من نبلاء القاهرة، ويوجد في هذا الشارع بضع مدارس مدهشة بأبعادها وبجمال بنائها ورونقها، كما توجد بضع جوامع فسيحة وجميلة.» ص579.
ويذكر الوزان، وغيره من قبل، أن سكان القاهرة من هواة الأكل المطبوخ من المطاعم، مثل نظام المطاعم الحالية ونظام «تيك أواي». ففي شارع بين القصرين 60 دكانا للحم المطبوخ، ومحال عديدة لماء الزهور والحلوى بالسكر أو العسل معروضة بشكل أنيق، ومحال للفواكه المستوردة والزلابية والبيض المقلي والجبن المقلي، وعند جامع الغوري فنادق - وكالات - الأقمشة، وكل فندق يضم عددا كبيرا من المحلات للأقمشة المستوردة؛ بعضها لتلك من بعلبك والموصل ، وبعضها لأقمشة إيطاليا كالساتان الموشى والمخامل والتفتا والبروكار لم ير هو مثلها في إيطاليا ذاتها، ثم وكالات الأصواف الأوروبية، مثل: جوخ البندقية ومايورقه ووسط إيطاليا.
وفندق خان الخليلي، حيث يقيم التجار العجم [يقصد الأجانب] يشبه قصر أمير كبير مرتفع متين البنيان، وفي الطابق الأرضي توجد الغرف التي يستقبل فيها التجار زبائنهم لممارسة تجارة السلع ذات القيمة العالية، مثل: التوابل والأحجار الكريمة والأقمشة الهندية. وعلى الناحية الأخرى من الشارع الأعظم أحياء باعة العطور، مثل: المسك والجاوي والورق الصقيل والحجارة الكريمة. وهناك حي تباع فيه منقولات مستعملة لكنها قطع رائعة مثل أقمشة وملابس من أشغال الإبرة واللآلي والبسط والسجاد ... إلخ. وكلها تباع بأسعار تبلغ آلاف الدينارات. والصاغة معظمهم يهود أرباحهم عالية، وأكثر أنواع اللحوم رواجا الجاموس مع الخضر، والجيزة هي سوق ماشية برقة.
وحول السكان كتب الوزان أن بالقاهرة 30500 أسرة نحو 65٪ منهم يسكنون المنطقة الشرقية من القلعة إلى الدرب الأحمر والجمالية. فإذا كان متوسط عدد الأسرة 6 أفراد وأكثر فمعنى ذلك أن سكان القاهرة كانوا ما بين 180 إلى 200 ألف أو أكثر، علما أن ذلك كان بعد كارثة سقوط المماليك، وترحيل عدد كبير من الصناع والحرفيين المهرة إلى إسطنبول.
अज्ञात पृष्ठ