काहिरा
القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل
शैलियों
على السور الجنوبي؛ لأنهما كانا يمثلان طرفي محور الحركة الرئيسي للمدينة: الشمالي إلى بلبيس والشام، والجنوبي إلى القطائع والفسطاط. وكان هذا الطريق المحوري - الشارع الأعظم، وهو الآن شارع المعز - يحف بالواجهة الغربية للقصر الشرقي حيث ساحة الجند. وأصبحت الساحة تعرف باسم: «بين القصرين» بعد أن أنشأ العزيز، الخليفة الفاطمي الثاني، القصر الغربي الصغير، وعلى هذا يمكن أن نتصور أن الخطة الأولى للقاهرة كانت شبكية معدلة بواسطة كتلة القصرين.
ولكي تكتمل المدينة الملكية أنشأ جوهر مقبرة الزعفران إلى الجنوب الغربي من القصر الشرقي، وفيها دفن الخلفاء الفاطميون قبل أن يزيلها الأمير جهاركس الخليلي، ويبني محلها وكالته والخان ومجموعة أبنية تجارية باقية للآن باسم خان الخليلي، ونقل رفات الخلفاء إلى مقابر مجهولة في تلال البرقية - الدراسة الشمالية.
لم يعمر المعز طويلا في القاهرة؛ إذ توفي بعد وصوله بأربع سنوات. وفي فترة حكم خلفائه؛ العزيز (976-995)، والحاكم (995-1019) بلغت القاهرة أوج عزها وثرائها. ومع هذا الثراء بدأ الوهن يدب في الدولة؛ نتيجة المجاعات والصراع بين القيادات المختلفة الأصول من مغاربية وتركية وسودانية وعربية، وبداية الوهن تعود إلى فترة حكم الخليفة الظاهر، واستشرت أيام الخليفة المستنصر (1036-1102).
وفي أواخر الفترة الزاهرة زار القاهرة الرحالة الفارسي ناصري خسرو الذي أقام بها أكثر من عامين (1047-1048) وتشيع للفاطميين، ومن ثم يجب أن تقرأ كتاباته على هذا الضوء. وقبل ناصري خسرو كانت رحلات وكتابات عدد من مشاهير الجغرافيين العرب، مثل: ابن حوقل الذي قيل عنه: إنه كان ميالا للمذهب الفاطمي،
34
والمقدسي الذي زار القاهرة زمن العزيز بالله، وابن سليم الأسواني
35
الذي كان ضمن بعثة سياسية أرسلها جوهر إلى ملك النوبة (975)؛ ومن ثم غلب عليه اسم الأسواني ، وابن زولاق (توفي 997) وله كتاب في الخطط، والمهلبي الذي ألف «المسالك والممالك» ولكن غلب عليه اسم «العزيزية»؛ ربما لأنه أهداه إلى الخليفة العزيز، وكتب القضاعي (توفي 1062) كتابا باسم «المختار في ذكر الخطط والآثار»، والبكري (توفي 1094) «المسالك والممالك» الذي فرغ منه عام 1064م.
الحاكم بأمر الله
كثر الكلام عن تدين الحاكم بأمر الله للدرجة التي خلع عليه بعض متشيعيه فيما بعد كثيرا من الصفات الميتافيزيقية، وغير ذلك من أمور لسنا على قدر من العلم بشأنها. كذلك كثر الكلام عن إصداره أوامر غريبة كعدم أكل الملوخية، وتحديد حركة النساء، وكثرة خروجه ليلا إلى أماكن مجهولة؛ مما دعا البعض إلى اتهامه بخلل عقلي، ولو صح ذلك ما قام بتجديد «دار العلم» تجاه جامع الأقمر، وإباحتها للناس، وتزويدها بالكتب والورق والحبر؛ لتسهيل النسخ لمن يريد. وأغلب الظن أن دعوى الجنون جاءت بتحريض للخلاص منه.
अज्ञात पृष्ठ