काहिरा
القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل
शैलियों
على الرغم من أن المدينتين خططتا للإسكان، وما زالتا كذلك، إلا أننا نجد فروقا بين توجههما، وأهم هذه الفروق هو التوجه الصناعي الخفيف في السلام بنسبة 40٪ من العمالة، وتوجه مدينة نصر نحو أنواع النشاط الخدمي بنسبة 84٪، أكبر الصناعات في مدينة نصر هي صناعة المشروبات، بينما تتجه الصناعة في السلام إلى الملابس الجاهزة والمنتجات المعدنية والكيميائية والأثاث.
وفي مجال التجارة تتشابه النسبة في المدينتين، لكن التجارة في المركبات والجملة تميز السلام، بينما ترتفع التجارة المتخصصة في مدينة نصر بشكل كبير مقابل انعدامها في السلام، والأغلب أن ذلك راجع إلى منسوب الحياة الأعلى في مدينة نصر التي تتجه بمحلاتها التجارية المتخصصة الواسعة إلى تكوين نواة تجارية في شرق القاهرة نظيرها قليل في بقية القاهرة، وفي المجالات الخدمية الأخرى تتفوق مدينة نصر كثيرا على السلام.
كل هذا يعطينا فروقا واضحة بين مدينتين جديدتين تتجه كل منهما اتجاها مختلفا، ينعكس ذلك في نوع الأبنية بين أبراج مدينة نصر الفاخرة والمساكن والعمارات محدودة الارتفاع والقيمة الإيجارية في السلام.
والدراسة التحليلية لمدينة نصر تكشف فروقا بين قسمي أول وثان، والغالب أن وعورة التضاريس في نصر ثان سبب في صغر حجم السكان والامتداد العمراني، وفي المخطط كانت منطقة نصر ثان مخصصة للمنشآت الصناعية التي تحتل مساحات كبيرة، مثال ذلك: ورش المقاولات - 17,7٪ من مجموع العاملين - ومصانع «إيديال»، بالإضافة إلى صناعات المعادن والمنسوجات والمنتجات الكيماوية والأثاث، كلها تظهر بصورة أوضح في قسم ثان، وكذلك الحال في تجارة المركبات ومنشآت النقل والصحة، ويتمثل ذلك في المستشفيات الكبيرة وإدارات وجراجات إدارة النقل العام الداخلي للقاهرة وشركة مصر للسياحة وغيرهما، ووجود المطاعم والمقاهي دون الفنادق، ولا شك أن مطاعم ومقاهي نصر أول أميل إلى الحداثة، وبخاصة انتشار نمط مطاعم الوجبات سابقة التجهيز، ونظام أخذ الأطعمة
Take Away
أو توصيلها للمنازل، وهو نمط آخذ في الانتشار في بقية أحياء القاهرة.
وفي مقابل ذلك تتميز نصر أول بكثرة المدارس والمعاهد الخاصة بصورة تكاد تبلغ ضعفي مثيلها في نصر ثان، وعلى العموم فأنواع التجارة في نصر أول تستغرق نحو 40٪ من عدد عامليها مقابل 30٪ في قسم ثان. •••
وهكذا نخلص إلى أن النشاط الاقتصادي في القاهرة تظهر فيه ثنائية نمطية واضحة بين الصناعة والمهن التقليدية والحرفية وأشكال التجارة الصغيرة، وين الصناعات والأنشطة الحديثة المتركزة أساسا في منطقة جنوب القاهرة. والنمط الأول كثيف العمالة، نموه محدود، قيمته المضافة صغيرة، تكاد تبقي على حياة ممارسيها وعائلاتهم. أما الأنشطة الحديثة: فهي كثيفة رأس المال، وإن كانت أجور العاملين لا تزال ضعيفة بالقياس إلى مثيلاتها خارج مصر. وبوجه عام أمام المخططين الاقتصاديين والاجتماعيين مشكلات كبيرة لرفع القيمة المضافة للأنشطة الاقتصادية بوجه عام، ورفع الأجور، وجودة المنتج، وتنظيم التسويق، وتحسين الإدارة العامة للمشروعات العامة والخاصة. ومثل ذلك تماما، بل أسوأ حالا، الفلاحون والزراعة المصرية الراكدة في مسار تقليدي يؤدي إلى خروج كثير من الفلاحين من دائرة الإنتاج المجزي.
الأرقام عن: «النتائج الأولية للتعداد العام للسكان 1996» من كتابي محافظة القاهرة، ومحافظة الجيزة، وكتاب: «التعداد العام للسكان والإسكان والمنشآت 1996 - محافظة القاهرة» مرجع 1100 / 1997 أ.م.ت، وكذلك دراسات عينة متعددة منها: «إحصاء العاملين المدنيين بالحكومة وقطاع الأعمال العام عن الحالة في 1 / 1 / 1996، مرجع 71-12523 يوليو 1997» و«النشرة السنوية لبحث العمالة بالعينة في جمهورية مصر العربية عام 1997» مرجع 71-12525 أغسطس 1999، وكلها صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء - القاهرة.
3٪ بطالة رقم متدني، فحسب الأرقام الإحصائية تصل البطالة في مصر إلى 10٪ من مجموع المشتغلين بالجمهورية، وحسب جدول
अज्ञात पृष्ठ