ولم يدر مأمون ماذا يقول، فعض على شفته مرتبكا ولاذ بالصمت، فضحك محجوب ضحكة فاترة كأنه يجيب نفسه: زواجي.
فتساءل مأمون بلهفة: هل حقا ...؟
فقال محجوب باقتضاب: تزوجت حقا من جارتنا القديمة إحسان شحاتة تركي ...
فلاحت في وجه الآخر دهشة ممزوجة بانزعاج، فابتسم محجوب وقال: ولكني لم آت نكرا ...
وقص عليه كيف فترت العلاقة بين علي وإحسان حتى انقطعت، وأكد له أنه لم يتقدم لطلب يدها إلا بعد ذلك.
وسأله مأمون بصراحته المعروفة: لست مسئولا عن فتور العلاقة وانقطاعها؟
فقال له محجوب بلهجة التأكيد: مطلقا.
وانتهت الزيارة عقب ذلك، وشعر محجوب وهو يصافح مأمون أن الشاب يودعه الوداع الأخير. وما إن سمع صفقة الباب وهو يغلق حتى بصق باحتقار وغضب، وغمغم بحقد شديد: «طظ.»
35
واستلقى بعد الغداء في فراشه دون أن يغمض له جفن، ونامت هي كالعادة إلى جانبه، فجعل يستمع إلى تنفسها المنتظم الذي ألفه، ثم استسلم لتيار أفكاره العارم الذي حرمه لذة النوم، اليوم هجره مأمون، وبالأمس هجر هو علي طه، فانقطعت صلته بأقرب الناس إليه.
अज्ञात पृष्ठ