فسر محجوب بالسؤال؛ لأنه فتح له أبوابا للحديث، فقال: عملي كسكرتير لقاسم بك فهمي لا يدع لي فراغا في الوقت الحاضر ...!
وهنا قالت تحية لتشرح للشاب أسباب وجودهم في القاهرة في يوليو إذا كانت غابت عنه: والدي يقوم عادة بإجازته في أغسطس فنسافر جميعا إلى أوروبا ...! ثم غيرت لهجتها وسألته باهتمام: ألم تأخذ إحسان هانم إلى حفريات الجامعة؟
واضطرب فؤاده، وجرى بصره بحذر على وجوه الجالسين، فوجدهم مبتسمين لا تدل وجوههم على شيء مما أثاره الخوف في نفسه من سوء الظن، فتنهد ارتياحا، وقال وقد تمالك نفسه: كلا ...
ثم قال بخبث: سنذهب بلا شك عندما نبتاع سيارة قريبا ...
فقالت بخبث أيضا: المشي في الرحلات ألذ ...
وسأله حمديس بك عن قاسم بك فهمي، وقال له إنه كان زميله في البعثة، ووعده أن يوصيه به خيرا، وضايقته هذه الصلة التي لم يتوقعها، ماذا يحدث لو وقف حمديس بك على سر زواجه؟ وشعر بيد ثلجية تقبض على قلبه. ولما كانت الزيارة للتعارف فأحب ألا تطول أكثر مما طالت، ونهض مستأذنا في الانصراف ... •••
وفي طريق العودة قالت له إحسان وهي تنفخ: أعوذ بالله منك ...
فقهقه ضاحكا، وقال بسخرية: كوني جسورة، الكذب كلام كالصدق سواء بسواء، إلا أنه ذو فوائد. - وإذا انكشفنا؟
فقال بضجر: وإذا ... وإذا ... دائما وإذا ... إذا هذه حرف خيبة إذا دخل على جملة ذهب بفائدتها وثبط همة الفاعل، لا تقولي وإذا ...
فضحكت إحسان وقالت: حرم البك قريبك سيدة لطيفة!
अज्ञात पृष्ठ