ثم قالت: «أجل، هاتان هما السيدتان.»
سألها جرانت: «ألا يساروك شك في ذلك؟»، ثم أضاف قائلا: «إنه اتهام خطير، كما تعرفين.» «لا، ليس لدي شك. كيف لي أن أشك في ذلك؟» «هاتان السيدتان هما من قاما بحبسك، وتجريدك من ملابسك، وإجبارك على رتق الملاءات، وضرباك بالسوط؟» «أجل، هاتان هما السيدتان.»
قالت السيدة شارب العجوز: «كذابة مذهلة»، فنطقتها بنبرة وكأن أحدا يقول: «تشابه مذهل.»
قالت ماريون: «تقولين إننا أخذناك إلى المطبخ لنشرب قهوة.» «صحيح، فعلتما ذلك.» «هل لك أن تصفي المطبخ؟» «لم أنتبه كثيرا له. لكنه مطبخ كبير - أرضيته من الحجر، حسب ظني - وبه صف من الأجراس.» «وما نوع الموقد؟» «لم ألحظ الموقد، لكن الوعاء الذي سخنت فيه السيدة العجوز القهوة كان مطليا بطبقة زرقاء شاحبة من الإينامل وله حافة لونها أزرق داكن وأجزاء مقشرة عديدة حول الحافة السفلية منها.»
قالت ماريون: «أشك إن وجد مطبخ في إنجلترا ليس به وعاء مثل هذا بالضبط.» ثم أضافت قائلة: «لدينا ثلاثة منه.»
قالت السيدة شارب: «هل الفتاة عذراء؟»، بنبرة قليلة الاهتمام كما لو كانت لشخص يسأل: «هل هذه من ماركة شانيل؟»
أثناء التوقف المباغت الذي أحدثه هذا السؤال لاحظ روبرت وجه هالم المصدوم، وتدفق الدم الساخن في وجه الفتاة، وحقيقة أنه لم يصدر اعتراض من الابنة مثل كلمة «أماه!» مثلما كان يتوقع، بلا وعي منه، لكن على نحو مؤكد. فتساءل إن كان صمتها هو موافقة ضمنية أو أنها بعد زمن من العيش مع السيدة شارب صارت محصنة من الصدمات.
قال جرانت باستنكار هادئ: إن تلك النقطة غير ذات صلة بالموضوع.
قالت السيدة العجوز: «أتظن ذلك؟» ثم أردفت قائلة: «لو كنت قد تغيبت عن منزلي مدة شهر لكان ذلك أول شيء أرادت أمي أن تعرفه عني. على أي حال. الآن بعد أن تعرفت الفتاة علينا، ماذا تنوي فعله؟ إلقاء القبض علينا؟» «لا، أبدا. الإجراءات بعيدة عن ذلك في الوقت الراهن. أريد أن أصطحب الآنسة كين إلى المطبخ والعلية، حتى يمكن التحقق من صحة وصفها. إن كان صحيحا، فسأرفع تقريرا عن القضية إلى رئيسي وسيقرر هو في اجتماع الخطوات الأخرى الواجب اتخاذها.» «حسنا. أكثر إجراء احترازي رائع، أيها المحقق.» ثم نهضت للوقوف ببطء. وتابعت قائلة: «آه، حسنا، إن كنت ستسمح لي فسأعاود الذهاب إلى نومي الذي قطع.»
قال جرانت من دون سابق تفكير، متفاجئا وقد خرج عن رباطة جأشه: «لكن ألا ترغبين في الحضور بينما تعاين الآنسة كين المكان ... حتى تسمعي ال...» «لا يا عزيزي.» ثم هندمت ثيابها السوداء مع شيء من العبوس. وعلقت بحدة: «إنها تتجعد لتصنع خطوطا دقيقة.» ثم تابعت قائلة: «لم يبتكر أحد إلى الآن خامة لا تتجعد.» وأضافت: «ليس لدي أدنى شك أن الآنسة كين ستتعرف على العلية. وبالفعل، سأندهش لدرجة لا يصدقها عقل إن أخفقت.»
अज्ञात पृष्ठ