فأما العامة، والمصارعون، والفقراء، والخصيان، والمخنثون، والمغنون، فإنهم جميعا يدلون على رجاء كاذب لا يتم، وذلك أنهم بالطبيعة لا يعدون مع الرجال ولا مع النساء، والواجب أن يصدق قول كل من كان يصدق في الرؤيا على سبيل ما قلناه في جميع الأشياء الباقية.
ويقال : إن أصح الرؤيا، رؤيا ملك أو مملوك، وما يراه الإنسان فيعبره في المنام.
والصنف الثاني : الرؤيا الصالحة، وهى بشرى من الله تعالى، كما أن المكروهة زاجرة يزجرك بها.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير ما يرى أحدكم في النوم أن يرى ربه أو نبيه، أو يرى أبويه المسلمين. قالوا: يا نبي الله، وهل يرى أحد ربه ? قال : السلطان، والسلطان هو الله.
وقال عليه الصلاة والسلام: إن من قرأ القرآن رأى في المنام ما لم يبصره.
والصنف الثالث: ما يريكه صديقون وملك الرؤيا عليه السلام على ما علمه الله تعالى من نسخة أم الكتاب، وألهمه من ضرب أمثال الحكمة عليها لكل شيء من الأشياء مثلا معلوما من أصل لا يجاوزه إلا في اختلاف وجوه التأويل، بتحويل الشيء عن حاله الأولى وقوته في ذلك وضعفه، وحلاله وحرامه، فتدرك به معصية قد ارتكبتها أو هممت بها. أو يبشرك بخير قدمته لنفسك أو يقدمه، فيكرهه الشيطان حسدا لك، فيشبه بملك الرؤيا في ضربه أمثال الحكمة لك في رؤياك الصحيحة، وهو غيره مصيب لها، فيغرك عن نفسك أو عن حطها وعما
पृष्ठ 95