وكانت عائشة إذا أخذت مضجعها قالت : اللهم إنى أسألك رؤيا صالحة ، صادقة غير كاذبة ، نافعة غير ضارة، حافظة غير ناسية»1 .
المقالة الثالقة
في ذكر كيفية الرؤيا
قال دانيال النبى عليه السلام : الأرواح يعرج بها إلى السماء السابعة حتى توقف بين يدي رب العزة سبحانه فيؤذن لها بالسجود، فما كان طاهرا سجد تحت العرش وبشر في منامه، وما كان غير طاهر سجد قاصيا، فلذلك يستحب أن ينام الرجل على وضوء.
وقال المعبرون من المسلمين: الرؤيا يراها الإنسان بالروح ويعلمها بالعقل، ومستقر الروح في نقطات دم في وسط القلب، ومستقر العقل في دسومة الدماغ؛ والروح معلق بالنفس. وإذا نام الإنسان امتد روحه مثل السراج، فرأى بنوره وبضياء الله تعالى ما يريه ملك الرؤيا، وذهابه ورجوعه إلى النفس مثل الشمس إذا غطاها السحاب فانكشف عنها . فإذا عادت الحواس باستيقاظه إلى أفعالها، ذكر الروح ما أراه ملك الرؤيا وخيله له، فيذكر، وصار له كرؤية العين في وقته.
وقال أرسطوطاليس : إن الحس الروحاني أشرف من الحس الجسماني، لأن الروحانى دال على ما هو كائن، يعنى الرؤيا، والحيواني دال على ما هو موجود، يعني اليقظة(.
وقال اقريطس الحكيم : إن النفس تخرج من الجسد وتجول في الملكوت
पृष्ठ 90