وأما الاغتسال، فقد قال أرطاميدورس: قال القدماء : إن الاغتسال في الحمام رديء يدل على جلبة وصخب، كحال الجلبة التى تكون فيه، ويدل على مضرة لحال العرق الذي يجري فيه. وأنا أقول : إن من رأى كأنه يغتسل في حمام مضىء بهي معتدل الهواء، فإن ذلك خير، وهو يدل على غنى وفعال حسن، وذلك فيمن كان صحيح البدن؛ فأما في المرضى، فيدل فيهم على صحة، لأن الاغتسال هو من آلة الأصحاء، [أو](2 من كان يريد أن يتناول طعاماب
فإن رأى أنه يقع في الماء الجارى بثيابه، فإن ذلك يدل على مرض، ويدل في المرضى على أنه يشتد بهم مرضهم، لأن ذلك إنما يعرض، إما للمرضى، وإما لمن كان في رياضة عظيمة، أعني أنه يعرض لهم أن يعرقوا1 وهم لابسوا ثيابهم.
والاستحمام مع جماعة كثيرة وخدم يخدمون رديء للفقير)، لأن ذلك يدل على مرض طويل يعرض له ، لأن الفقير لا يغتسل مثل هذا الاغتسال إلا من مرض ؛ أما الغنى إذا رأى كأنه يغتسل وحده، فإن ذلك رديء، وبالجملة، فإنه رديء للناس كلهم أن يروا كأنهم في الحمام، وأنهم لا يعرقون، أو أن يروا كأن الحمام مكشوف تحت الهواء ليس له ظلال، أو لا يقدرون على الماء في الحمامات، فإن ذلك رديء. ويدل على أن الانسان لا يتم له ما يرجوه.
فإن رأى الانسان كأنه يغتسل بماء الحمامات، أعني الماء الذي ينبع وهو حار، فإن ذلك يدل في المرضى على البرء والصحة؛ وفي الأصحاء على المرض، لأن الذين يغتسلون في الحمامات، إما هم مرضى، وإما بطالون.
पृष्ठ 392