يبدلون بواليهم من يكون كذلك لهم في العدل فيهم.
وأما القاص فإنه رجل حسن المحضر ؛ حسن الكلام في الملأ. فإن رأى أنه قاص فإنه ينبه رجلا من غفلة. فإن قص عليه فإنه ينبهه من غفلة اقوله عز وجل : (نحن نقص عليك أحسن القصص)3) الاية. فإن رأى أنه يقص القصص، فإنه ينجو من خوف لقوله تعالى : (فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين). والتاجر ينجو من خسران.
وأما المجلس الذي تراه فى مكان يجري فيه ذكر الله، مثل قراءة القرآن، أو دعاء، أو قصيدة في زهد أو عبادة، فإنه يدل على أنه يعمر ذلك الموضع عمارة محكمة على قدر القراءة وصحتها.
فإن كان في قصيدة الزهد لحن، فإن ولايتهم غير كاملة؛ وإن كانت القصائد غزلا، فإن تلك الولاية باطلة.
الباب الرابع والخمسون
في رؤية القراء
من رأى القراء مجتمعين في موضع، فإنه يجتمع هناك أصحاب الدولة ومن يكون لهم اسم وصوت في حرفتهم وصناعتهم، من الولاة أو التجار أو أصحاب العلوم، فإنه لا نظير لهم في أعمالهم على قدر أقرانهم في الجودة وطيب الحنجرة وبعد أصواتهم.
पृष्ठ 342