ومن خطباء عمان مرة بن فهم التليد، ومن العتيك بشر بن المغيرة بن أبي صفرة، ومن خطباء اليمن ثم من حمير الصباح بن شقي الحمري، كان أخطب العرب، ومنهم ثم من الأنصار قيس بن الشماس، ومنهم ثابت بن قيس بن الشماس خطيب النبي، ومنهم روح بن زنباع، ومن خطبائهم الأسود بن الكذاب كعب العنسي، وكان طليحة خطيبا وشاعرا وسجاعا كاهنا وناسبا، ومن خطباء الأنصار بشر بن عمرو بن محض، وهو أبو عمرة الخطيب، ومنهم سعد بن الربيع، ومن القدماء في الحكمة والخطابة والرياسة عبيد بن شرية الجرهمي، وأسقف نجران وأكيدر صاحب دومة الجندل، وأفيعي نجران، وذرب بن حوط، وعليم بن جناب، وعمرو بن ربيعة، وهو لحي بن حارثة بن عمرو مزيقيا، وجذيمة بن مالك الأبرش، ومن القدماء ممن كان يذكر بالقدر والرياسة والبيان والخطابة والحكمة والدهاء والنكراء لقمان بن عاد، ولقيم بن لقمان، ومجاشع بن دارم، وسليط بن كعب بن يربوع، سموه بذلك؛ لسلاطة لسانه، ولؤي بن غالب، وقس بن ساعدة، وقس بن كلاب، ومن الخطباء البلغاء والحكام الرؤساء أكثم بن صيفي، وربيعة بن حذار، وهرم بن قطبة، وعامر بن الظرب ولبيد بن ربيعة.
ومن النساك والزهاد من أهل البيان عامر بن عبد قيس، وصلة بن أشيم، وعثمان بن أدهم، وصفوان بن محرز، والأسود بن كلثوم، والربيع بن خيثم، وعمرو بن عتبة بن فرقد، وهرم بن حيان، ومورق العجلي، وبكر بن عبد الله بن الشخير الحرشي، ومالك بن دينار، وحبيب أبو محمد، ويزيد الرقاشي، وصالح المزني، وأبو حازم الأعرج، وزياد مولى عياش بن أبي ربيعة، وعبد الواحد بن زيد، وحيان أبو الأسود، ودهثم أبو العلاء.
ومن النساء رابعة القيسية، ومعاذة العدوية امرأة صلة بن هاشم، وأم الدرداء، ومن نساء الخوارج البلحاء، وغزالة، وقطام، وحمادة، وكحيلة، ومن نساء الغالية ليلى الناعطية والصدوق وهند، وأبو الوليد الحكم الكندي، ومحمد بن محمد الحمراني، وكلاب، وكليب، وهاشم الأوقص، وأبو هاشم الصوفي، وصالح بن عبد الجليل، والخطفي وهو جد جرير بن عطية بن الخطفي، وهو حذيفة بن بدر بن سلمة.
ومن القصاص أبو بكر الهزلي، وهو عبد الله بن أبي سليمان، كان خطيبا بينا صاحب أخبار وآثار وقص ابنه مطرف بن عبد الله بن الشخير في مكان أبيه، ومن كبار القصاص ثم من هزيل مسلم بن جندب، وعبد الله بن عرادة بن عبد الله بن الوضين، ومن القصاص موسى الأسواري، وكان من أعاجيب الدنيا، كانت فصاحته بالفارسية في وزن فصاحته بالعربية، وكان يجلس في مجلسه المشهور به، فيقعد العرب عن يمينه والفرس عن يساره ، فيقرأ الآية من كتاب الله، ويفسرها للعرب بالعربية، ثم يحول وجهه إلى الفرس، فيفسرها لهم بالفارسية، فلا يدرى بأي لسان هو أبين، واللغتان إذا التقتا في اللسان الواحد أدخلت كل منها الضيم على صاحبتها، إلا ما ذكروا من لسان موسى بن سيار الأسواري.
قال أبو عثمان: وشأن عبد القيس عجب؛ وذلك أنهم بعد محاربة أياد تفرقوا فرقتين، فرقة وقعت بعمان وشق عمان، وفيهم خطباء العرب، وفرقة وقعت إلى البحرين وشق البحرين، وهم من أشعر قبيلة في العرب، ولم يكونوا كذلك حين كانوا في سرة البادية، وفي معدن الفصاحة، وهذا عجب، ومن خطبائهم المشهورين صعصعة بن صوحان، وزيد بن صوحان، وشيخان بن صوحان، ومنهم صحار بن عياش، وصحار من شيعة عثمان، وصوحان من شيعة علي، ومنهم مصقلة بن رقبة، ورقبة بن مصقلة، وكرب بن رقبة.
نقل ابن النديم من خط بن مقلة أسماء الخطباء فإذا هم: أمير المؤمنين علي - عليه السلام - طلحة بن عبيد الله، خالد وإسماعيل ابنا عبد الله القسري، عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، جرير بن يزيد بن خالد، يزيد بن عبد الله بن خالد، خالد بن صفوان، عبد الله بن الأهتم، صعصعة بن صوحان، ابن القرية، محمد بن قيس الخطيب، زياد بن أبي سفيان، قطري بن الفجاءة، الوليد بن يزيد، أبو جعفر المنصور، المأمون شبيب بن شيبة، العباس بن الحسن العلوي، محمد بن خالد بن عبد الله القسري وعبد الله ابنه، شبة بن عقال.
الخلاصة
قال أبو جعفر النحاس: إن حفظ خطب البلغاء، والتفنن في أساليب الخطباء من آكد ما يحتاج إليه الكاتب؛ وذلك أن الخطب من مستودعات سر البلاغة ومجامع الحكم، بها تفاخرت العرب في مشاهدهم، وبها نطقت الخلفاء الأمراء على منابرهم، بها يتميز الكلام، وبها يخاطب الخاص والعام، وعلى منوال الخطابة نسجت الكتابة، وعلى طريق الخطباء مشت الكتاب، قال أبو هلال العسكري: الرسائل والخطب متشاكلتان في أنهما كلام لا يلحقه وزن ولا تقفية، وقد يتشاكلان أيضا من جهة الألفاظ والفواصل، فألفاظ الخطب تشبه ألفاظ الكتاب في السهولة والعذوبة، وكذلك فواصل الخطب مثل فواصل الرسائل، والفرق بينهما أن الخطبة يشافه بها بخلاف الرسالة، والرسالة تجعل خطبة، والخطبة تجعل رسالة في أيسر كلفة. ا.ه.
ونحن نوصي القاري ألا يغفل خصوصا عن خطب علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - فإن نهج البلاغة أكبر كنز للخطيب والكاتب، يستقيان منه مادة عقل وعلم، وأدب وبلاغة، وسياسة وإدارة، ونحن نضمن لمن كان له طبع شفاف إذا استظهر نهج البلاغة، وتفطن لما فيه من النكات العلمية، معتمدا مثلا على شرح ابن أبي الحديد المطول، وتمرن في أساليب الخطابة على مناحي البلغاء والعرب المستعربة، والعاربة والعرباء، يوشك أن يكون من أئمة هذا الشأن في هذا العصر أيضا، فإن كلام أمير المؤمنين - رضي الله عنه - لا تبلى ديباجته وجدته، وكلما كرر حلا، ومهما تأملته علا، ففي كلامه عبقة من النور الإلهي، ونفحة من الروح النبوي، ولو لم يكن للسان العرب غير خطب الخليفة الرابع، لكان كافيا في شرفه وبيانه، وأن يجري على لغات الشرق والغرب ذيول الفخر والمباهاة.
الخطابة عند الإفرنج
अज्ञात पृष्ठ