بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هادي له، وأشهد أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ١.
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ ٢.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ ٣.
أما بعد:
فهذا كتاب جديد يطبع لأول مرة -فيما أعلم- من تصنيف الإمام الحافظ أبي بَكْرٍ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ المستفاض الفريابي، قمت بتحقيقه على نسختين خطيتين -سيرد وصفهما- موضوعه في باب من أبواب العقيدة، ألا وهو القدر، ويحتوي الكتاب على ٤٤٨ نصًا، ما بين حديث
_________
١ سورة آل عمران: الآية ١٠٢.
٢ سورة النساء: الآية ١.
٣ سورة الأحزاب: الآيتان ٧٠، ٧١.
1 / 5
مرفوع، أو أثر موقوف، كما احتوى الكتاب في آخره على جملة طيبة من الآثار في الرد على أهل الأهواء والبدع.
ولأهمية المصنَّف، وجلالة المصنِّف، عملت جهدي في ظهور الكتاب إلي المسلمين، بعد أن كان أسيرًا لخزائن المخطوطات، عسى أن يرفع شبهة، أو يدفع فرية.
كما أشير إلى أهمية تزويدي بالملاحظات على الكتاب وتحقيقه، قيامًا بواجب التناصح، والله من وراء القصد.
وفي الختام أسأل الله ﷿ أن يجزي مؤلف الكتاب خير الجزاء، وأن يغفر لي ولوالديَّ ولجميع المسلمين، وأن يجمع كلمتهم على الحق، إنه على كل شيء قدير.
عبد الله بن حمد المنصور
١٤١٧/٢/٢٨ هـ
الرياض
1 / 6
التعريف بالمصنِّف ١:
جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ الفريابي، الإمام الحافظ الثبت، قاضي الدينور، أحد أوعية العلم، ومن أهل المعرفة والفهم.
ولد سنة سبع ومائتين، وقال: أول ما كتبت الحديث سنة أربع وعشرين ومائتين.
قال أبو علي بن الصواف: سمعت الفريابي يقول: كل من لقيته لم أسمع منه إلا من لفظه، إلا ما كان من شيخين: أبي مصعب، فإنه ثقل لسانه، والمعلى بن مهدي، بالموصل.
قال أبو الفضل الزهري: لما سمعت من الفريابي كان في مجلسه من أصحاب المحابر، من يكتب حدود عشرة آلاف إنسان، ما بقي منهم غيري، هذا سوى من لا يكتب، ثم جعل يبكي.
قال الذهبي: سماعه منه كان في سنة ثمان وتسعين ومائتين.
وقال ابن عدي: كنا نشهد مجلس الفريابي، وفيه عشرة آلاف أو أكثر.
قال الدارقطني: قطع الفريابي الحديث في شوال، سنة ثلاث مائة.
_________
١ مراجع الترجمة:
١ - تاريخ بغداد: جـ ١٩٩/ ٧.
٢ - تذكرة الحفاظ: جـ ٦٩٢/ ٢.
٣ - سير أعلام البنلاء: جـ ٩٦/ ١٤.
1 / 7
وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: دخلت بغداد، والفريابي حي، وقد أمسك عن التحديث، ودخلت عليه غير مرة، ونكتب بين يديه، كنا نراه حسرة.
قال الذهبي: نعم ما صنع، فإنه أنس من نفسه تغيرًا، فتورع وترك الرواية.
قال الدارقطني: مات الفريابي من المحرم، سنة إحدى وثلاث مائة.
وقال أبو حفص ابن شاهين: توفي ليلة الأربعاء في محرم، وهو ابن أربع وتسعين سنة، قال: وكان قد حفر لنفسه قبرًا في مقابر أبي أيوب، قبل موته بخمس سنين، ولم يقضَ أن يدفن فيه.
قال عيسى الرخجي: مات لأربع بقين من المحرم.
أشهر شيوخ الفريابي:
إسحاق بن راهويه، وقتيبة بن سعيد، وهشام بن عمار، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعثمان بن أبي شيبة، وعلي بن المديني، وعبد الأعلى بن حماد، وهدبة بن خالد، وعمرو بن علي الفلاس، وعبد الله بن جعفر البرمكي، والهيثم بن أيوب الطالقاني، وأبو كامل الجحدري، وعبد الله بن معاذ، وأبو كريب محمد بن العلاء، ومنجاب بن الحارث، ومحمد بن مصفى، وخلق كثير، وللمزي مشيخة على المعجم للفريابي، أوردها تلميذه الذهبي في: سير أعلام النبلاء: جـ ١٠١/١٤.
أشهر تلاميذ الفريابي:
أبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي بن الصواف، وأبو القاسم الطبراني، وأبو الطاهر الذهلي، وأبو بكر القطيعي، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو حفص عمر بن الزيات، وأبو بكر الآجُرِّي، وعبد الباقي بن قانع، وأبو الحسين محمد بن عبد الله، والد تمام الرازي، والحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي.
1 / 8
وصف النسختين الخطيتين للكتاب
اعتمدت على مصورتين كاملتين للكتاب، وظهر لي من خلال العمل أن إحداهما منقولة من الأخرى، ووصفهما كما يلي:
١ نسخة الأصل: وهي موجودة في مكتبة الأسكوريال بأسبانيا، وتتكون من تسع وستين صفحة، في كل صفحة ٢٥ سطرًا تقريبًا، وقد كتبت بخط نسخي مقروء، ومنقوط غالبًا، وتوجد استدراكات على الهامش، وقسمت إلى ثلاثة أجزاء، كتب سماع من بداية الجزء الثاني، وبداية الثالث، وتمكنت ١ من قراءة السماع في بداية الجزء الثاني، وصورته:
بلغ السماع في الأول على شيخنا العلامة عبد الحق السنباطي، بقراءة محمد العلامة الفتوحي ... مسمعه الفاضل كمال الدين ولد المسمع، وحسن بن ... محمد ...، وأحمد بن محمد الجمالي، ومن ... محب الدين ... المسمع، ومحمد بن الطنبغاني ... البرديغي، وأجازني المسمع مرويه، وكتب أحد من سمع محمد بن أحمد المظفري، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
والسماع في بداية قول المصنف: باب ما روي من أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ، وَقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ: "الله أعلم بما كانوا عاملين".
_________
١ استفدت من تحقيق أحد طلاب الدراسات العليا لكتاب القدرة للفريابي، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وذلك في قراءة سماعات الكتاب، ولم أثبت إلا ما تأكدت من صحته، إن شاء الله تعالى.
1 / 9
أما السماع المثبت في بداية الجزء الثالث، فلم يتبين لي؛ لرداءة التصوير، وعدم وضوح أكثر كلماته، وهو مثبت عند بداية نص ٣٥٤.
والسنباطي هذا له ترجمة في: شذرات الذهب، طبع دار ابن كثير: جـ ٢٤٨/١٠.
والفتوحي له ترجمة في: السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة: جـ ١٥٦/١.
كما كتب المظفري له ترجمة في: الضوء اللامع: جـ ٧٦/٧ سماعان في أول الكتاب وفي آخره، صورة الأول:
الحمد الله وحده: سمع الحافظ أبو بكر محمد بن الشيخ تقي الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن المحب المقدسي، كتاب القدر على إسحاق بن يحيى الآمدي، ومحمد بن أحمد الزراد، وأبي عبد الله محمد بن المحب عبد الله بن أحمد المقدسي، بسماع الأول من الحافظ يوسف بن خليل الدمشقي، وبسماع الثاني، وحضور الثالث من نور الدين عبد الرحمن بن أبي الفهم اليلداني، بسماعهما من أبي القاسم يحيى بن أسعد بن بوش بسنده، فقرأه، وكتب محمد المظفري، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
وأبو بكر المقدسي له ترجمة في: شذرات الذهب: جـ ٥٢٩/٨،
ومحمد بن أحمد الزراد له ترجمة في شذرات الذهب: جـ ١٣٠/٨،
وأبو عبد الله محمد بن المحب عبد الله بن أحمد المقدسي، لم أتبين من هو، ونور الدين اليلداني له ترجمة في: شذرات الذهب: جـ ٤٦٥/٧،
ويحيي بن أسعد بن بوش له ترجمة في: شذرات الذهب: جـ ٥١٦/٦، وصورة السماع الثاني في آخر الكتاب:
الحمد لله وحده، سمعت كتاب القدر للفريابي، بقراءة العلامة شهاب الدين الفتوحي، على شيخنا الإمام العلامة أبي الفضل شرف الدين
1 / 10
عبد الحق السنباطي، عن شيخ الإسلام أحمد بن حجر الحافظ، والبرهان ابن مفلح بسندهما، وكانت قراءته في مجالس ستة، آخرها ثالث عشر شهر شوال سنة ثلاث عشرة وتستعمائة، وسمع المجلس الثالث ولدا القاسم بن تقي الدين، وسمع الأول من أحمد بن محمد الجمالي١، وأجاز المسمع مرويه، وكانت القراءة من نسخة غالبها بخط الحافظ أبي الحجاج الدمشقي يوسف بن الخليل، وكتب محمد بن أحمد المظفري، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، الحمد لله صحيح ذلك، وكتبه عبد الحق بن محمد السنباطي الشافعى، حامدًا مصليًا مسلِّمًا.
وهذ النسخة واقعة ضمن مجموع، حيث يلي كتاب القدر: للفريابي، كتاب القدر: لابن وهب، وللأسف فقدت ورقة أو ورقتان من آخر المصورة، وفقد معها اسم الناسخ، غير أني وجدت الشيخ العثيم في تحقيقه لكتاب القدر: لابن وهب يذكر اسم الناسخ وسنة النسخ، حيث اعتمد على نفس المجموع في تحقيقه لكتاب: القدر: لابن وهب، وذكر اسم الناسخ وهو: شهاب الدين أحمد بن عثمان بن محمد بن عبد الله الكلوتاتي الحنفي، له ترجمة في كتاب: شذرات الذهبك جـ ٣٠٩/٩.
وذكر كذلك أن تاريخ نسخها هو سنة ٧٨٦ هـ، حيث قال في آخر الكتاب: قد فرغ من نسخها في ثامن عشر من شهر جمادى الأولى سنة ست وثمانين وسبعمائة.
وهذا الناسخ نقل لنا الإسناد إلى ناسخ النسخة التي نقل عنها، حيث كتب في أول النسخة ما يلي:
كتاب القدر: وهو ثلاثة أجزاء، تأليف أبي بَكْرٍ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ المستفاض الفريابي،
رواية أبي محمد عبد الله بن محمد بن سليمان بن بابويه المخرمي عنه،
_________
١ لعله المترجم في: الضوء اللامع: جـ ٢١٥/٢.
1 / 11
رواية أبي القاسم، عبد العزيز بن أحمد الفضلي القرميسي عنه،
رواية أبي طالب، عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن أحمد عنه،
رواية أبي القاسم، يحيي بن أسعد بن محمد بن بوش عنه،
رواية أبي الحجاج، يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي عنه،
رواية أبي العباس بن محمد بن عبد الله الظاهري عنه،
قال١: المنقول هذه النسخة من خطه، وهو ابن القماح، رواية كاتبه محمد بن أحمد بن إبراهيم القرشي الشافعي عنه إجازة.
فتبين من هذه السماعات أن الناسخ شهاب الدين أحمد الكلوتاتي الحنفي نقل هذه النسخة من نسخة أخرى أقدم منها، بخط محمد بن أحمد القرشي الشافعي المعروف بابن القماح، له ترجمة في: شذرات الذهب: جـ ٢٣٠/٨.
وقد نقل الكلوتاتي أيضًا سماعًا مكتوبًا على النسخة التي بخط محمد الشافعي المعروف بابن القماح، وهذه صورته:
على الأصل المكتوب منه هذه النسخة ما صورته: قرأت جميع هذا الجزء الأول والثاني بعده، وهو معلم عليهما بعد مقابلتهما بالأصل الذي قرأت منه، وهو بخط الحافظ أبي الحجاج يوسف بن خليل ﵀، على الشيخ الإمام العالم العلامة جمال الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الله الظاهري بسماعه فيه، نقلًا من يوسف بن خليل، وسمع الشيخ علم الدين على بن أحمد بن الناصح المقدسي٢، وصح ذلك في رابع شهر رجب الفرد سنة أربع عشرة وسبعمائة، وكتب عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي٣، نقله من خطه كما شاهده بع: محمد بن أحمد بن إبراهيم القرشي الشافعي صح.
_________
١ كاتب هذا هو الناسخ: شهاب الدين الكلوتاتي الحنفي.
٢ له ترجمة في: الضوء اللامع: جـ ١٦٨/٥.
٣ له ترجمة في: شذرات الذهب: جـ ١٩٣/٨.
1 / 12
ويتبين مما سبق أن الكلوتاتي نقل من نسخة بخط محمد٢ الشافعي المعروف بابن القماح، وابن القماح نقل من نسخة أقدم كتب عليها عبد الكريم الحلبي، أنها مقابلة على نسخة الحافظ أبي الحجاج يوسف بن خليل، ومن هنا يتبين لنا قيمة هذه النسخة، وأهميتها.
وقد رمزت لهذه النسخة بالأصل.
٢ قام زين العابدين بنسخ الكتاب في سنة ١٣١٩هـ، وقام كذلك بنسخ كتاب القدر: لابن وهب؛ لأنه موجود في هذا المجموع، خلف كتاب القدر للفريابي.
وزين العابدين لعله المترجم في كتاب: نزهة الخواطر: جـ ٤٩٧/٨- ٥٠١.
والملاحَظ أن زين العابدين نقل الكتاب من النسخة السابقة كما سبق، وقد استفدت من نسخه لهذا الكتاب عدة أمور:
أسقطت الصفحة الثانية من النسخة الأصلية عند التصوير، واستدركتها كاملة من نسخة زين العابدين.
ب بعض الهوامش لم تظهر في النسخة الأصلية، وقد نقلها بوضوح زين العابدين في نسخته.
ونسخ زين العابدين تقع في ٧٥ صفحة، في كل صفحة سبعة وعشرون سطرًا تقريبًا، وكتبت بخط جميل واضح معجم، وهي موجودة في المكتبة المركزية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
وبعد، فإني أشكر كل من ساعد في تحقيق الكتاب، كما أنبه على من يجد خطأ أو خللًا أن يبادرني النصيحة، وفق الله الجميع للخير، والله أعلم.
1 / 13
عملي في الكتاب
١ كان الاهتمام الكبير عندي إخراج النص سليمًا، ولذلك قمت بمراجعة الكتاب بعد تحقيقه على النسخ الخطية لاستدراك ما فات.
٢ قمت بدراسة أسانيد المصنف، والحكم على بعضها بما يليق بحالها، حسب القواعد المتبعة في ذلك، مراعيًا في ذلك اتصال الأسانيد من انقطاعها، وغير ذلك من القواعد الحديثية المعروفة، كما أني لا أخلي المقام من أحكام العلماء السابقين على الأحاديث.
٣ اعتمدت النسخة الأصلية للكتاب، وما زادته النسخة الثانية نبهت عليه مع إثباته، حيث لم تظهر بعض الحواشي في مصورتي النسخة الأصلية، وحفظها لنا ناسخ النسخة الثانية.
٤ نقل الآَجُرِّيُّ في: الشريعة، الكثير من نصوص الكتاب، فكان بمثابة نسخة ثالثة، ولذلك تجد المقارنة بينهما في الهامش.
٥ خرجت الأحاديث في الكتاب، وكذلك الآثار من دواوين السنة، على أني اكتفيت بالعزو للصحيحين أو أحدهما، إذا كان الحديث فيهما، أو في أحدهما.
٦ إعداد الكتاب من حيث ترقيم نصوصه، ووضع علامات الترقيم لما في ذلك من أثر في تقريب مادة الكتاب، وضبطت بالشكل الأحاديث الواردة في الكتاب.
1 / 21
٧ وضعت الفهارس في آخر الكتاب، وهى تشمل فهرسًا للآيات الواردة في نصوص الكتاب، وفهرسًا آخر لأطراف الأحاديث والآثار مع ذكر رواتها أو قائليها.
٨ قد تختلف النسختان في مثل: قال تعالى، وقال الله تعالى، وقال ﷿، أو الترضي عن الصحابي، لم أشر إلى هذا الاختلاف، فليعلم ذلك، ثم إن ناسخ النسخة الثانية أخطأ في نسخه لبعض الكلمات، فمثلًا في الأصل: إسحاق بن سيار، فيكتب هو إسحاق بن يسار، فإني أهمل التنبيه على مثل هذا ما دام الأصل صحيحًا.
٩ اختصر الناسخ حدثنا إلي نا، فكتبتها على الأصل حدثنا ومثلها أخبرنا.
١٠ حذفت قول راوي الكتاب: حدثنا جعفر، يعني المصنف، حيث كتبها قبل كثير من الأحاديث، فحذفتها فليعلم.
1 / 22
كتاب القدر
تأليف أبي بَكْرٍ، جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ المستفاض الفريابي،
رواية أبي مُحَمَّدٍ، عُبَيْدُ اللَّهِ ١ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بن بابويه المخرمي عنه،
رواية أبي القاسم، عبد العزيز بن أحمد الفضلي القرميسي عنه،
رواية أبي طالب، عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن أحمد عنه،
رواية أبي القاسم، يحيى بن أسعد بن يحيى بن يونس عنه،
رواية أبي الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي،
رواية أبي العباس محمد بن عبد الله الظاهري عنه،
وهذه ترجمة موجزة لرجال إسناد النسخة:
١ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ بابويه بن فهرويه بن عبد الله بن مرزوق، أبو محمد الدقاق المخرمي، يعرف بابن جغوما، حدث عن أبيه، وعن جعفر بن محمد الفريابي، والحسين بن محمد بن عفير، وإبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، وعلي بن الحسن بن العبد، قال الخطيب:
_________
١ في: تاريخ بغداد: عبيد الله، وهكذا أيضًا في أول الكتاب، وعلى الغلاف الخارجي: عبد الله.
1 / 23
حدثنا عنه أحمد بن علي بن عثمان الخطبي، وبشرى بن عبد الله الرومي، وعبد العزيز الأزجي، وعبيد الله بن محمد بن عبيد الله النجار، وأبو القاسم التنوخي، وأحاديثه مستقيمة.
وكان قد عَمِي في آخر عمره، قال الخطيب: أخبرني الأزهرى أن ابن فهرويه المخرمي، مات في سنة ست وسبعين وثلاثمائة، تاريخ بغداد: جـ ٣٦٣/ ١٠.
٢ الشيخ الإمام، المحدث المفيد، أبو القاسم، عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل بن شكر البغدادي الأزجي.
سمع الكثير من ابن كيسان، وأبي عبد الله العسكري، وأبي الحسن بن لؤلؤ، وأبي سعيد الحرفي، وعبد العزيز الخرقي، ومحمد بن أحمد الجرجرائي المفيد، وابن المظفر، والدارقطني، وخلق، وعني بالحديث.
روى عنه الخطيب، والقاضي أبو يعلى، وعبد الله بن سبعون القيرواني، والحسين بن علي الكاشغري، وحمد بن إسماعيل الهمذاني، والمبارك بن الطيوري، وخلق.
له مصنف في الصفات لم يهذبه.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا كثير الكتاب، مولده في سنة ست وخمسين وثلاث مائة، وتوفي في شعبان سنة أربع وأربعين وأربع مائة. سير أعلام النبلاء: جـ ١٨/ ١٨.
٣ الشيخ الأمين، الثقة، العالم المسند، أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف البغدادي اليوسفي ابن أبي بكر، ولد سنة نيف وثلاثين وأربع مائة.
وسمع المصنفات الكبار من أبي علي بن المذهب، وأبي إسحاق البرمكي، وأبي بكر بن بشران، وأبي محمد الجوهري، وعدة، وتفرد في وقته.
1 / 24
حدث عنه السلفي، وأبو العلاء العطار، وهبة الله الصائن، وأبو بكر ابن النقور، والشيخ عبد القادر، وعبد الحق اليوسفي، وأبو منصور محمد بن أحمد الدقاق، ويحيي بن بوش، وعدد كثير.
قال السمعاني: شيخ صالح ثقة دين، متحرٍ في الرواية، كثير السماع، انتشرت عنه الرواية في البلدان، وحُمِل عنه الكثير.
وقال السلفي: تربي أبو طالب على طريقة والده في الاحتياط التام في الدين في التدين من غير تكلف، وكان كامل الفضل، حسن الجملة، ثقة متحريًا، إلى غاية ما عليها مزيد، قلَّ من رأيت مثله، وكان أبوه أبو بكر أزهد خلق الله، قال محمد بن عطاف: توفي أبو طالب في آخر يوم الجمعة ثامن عشر ذي الحجة، سنة ست عشرة وخمس مائة. سير أعلام النبلاء: جـ ٣٨٦/ ١٩.
٤ الشيخ المعمر، الرحلة، أبوالقاسم يحيى بن أسعد بن يحيى بن محمد بن بوش، البغدادي، الأزجي، الخباز.
سمع بإفادة خاله من أبي طالب بن يوسف، وأبي الغنائم محمد بن محمد، وعدة.
وأجاز له أبو القاسم بن بيان، وأبو علي الحداد، وأبو الغنائم النرسي، وجماعة.
وقال ابن الدبيثي: كان سماعه صحيحًا.
حدث عنه: الشيخ موفق الدين، والبهاء عبد الرحمن، وعدة.
مات في ثالث ذي القعدة فجاءةً، غص بلقمة، سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة وله بضع وثمانون سنة.
٥ يوسف بن خليل بن قراجا عبد الله، الإمام، المحدث، الصادق، الرحال النقال، شيخ المحدثين، راوية الإسلام، أبو الحجاج شمس الدين، الدمشقي الأدمي، الإسكاف، نزيل حلب، وشيخها.
1 / 25
ولد في سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
مشيخته نحو الخمس مائة، وصحب الحافظ عبد الغني، وتخرج به مدة.
قال الذهبي: روى لنا عنه الحافظ أبو محمد الدمياطي، والحافظ أبو العباس ابن الظاهري.
توفي إلى رحمة الله في عاشر جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وست مائة وله ثلاث وتسعون سنة. سير أعلام النبلاء: جـ ١٥١/ ٢٣.
٦ أحمد بن محمد بن عبد الله، الحافظ، القدوة، جمال الدين أبو العباس، الحلبي، الظاهري، شيخ الذهبي رحمهما الله، مولده في شوال سنة ست وعشرين وستمائة.
قال الذهبي: اشتغل وقرأ بالسبع على أبي عبد الله الفاسي، وسمع من ابن اللتي، والأربلي، والموفق يعيش، وابن رواحة، وأكثر عنه، وعن ابن خليل. شيوخه أزيد من سبعمائة شيخ.
مات في ربيع سنة ست وتسعين وستمائة، وله سبعون سنة. معجم شيوخ الذهبي: ٨٤.
1 / 26
الأحاديث والآثار في خلق آدم ﵇
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ بَالَوَيْهِ بْنِ فَهْرَوَيْهِ الْمَخْرَمِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ الْفِرْيَابِيُّ:
١ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سعيد، حدثنا الليث بن سعد عن
_________
١ - أخرجه الآجُرِّي في: الشريعة: صـ ١٩١، أخبرنا الفريابي، وساقه، وأخرجه مختصرًا من قول عبد الله بن سلام النسائي في: عمل اليوم والليلة: صـ ٢١٩ بمثل إسناد المصنف، وتابع ابن عجلان عليه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، كما عند المصنف برقم ٢، وابن منده في: التوحيد:٦١، والبيهقي في: الأسماء والصفات برقم ٨١١، وتابعه كذلك أبو معشر نجيح، وهو ضعيف، اختلط، فرواه عن سعيد، عن عبد الله بن سلام بإسقاط أبي سعيد، وهذا عند ابن جرير في تاريخه: جـ ٤٧/ ١، وأبي الشيخ في: العظمة برقم ٨٨٥.
والأثر لبعض أجزائه شواهد موفوعة إلي النبي ﷺ، فقد أخرج ابن حبان في: صحيحه ٦١٦٧ - الإحسان، عن أبي هريرة مرفوعًا: "لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس .. " الحديث، وإسناده صحيح.
1 / 29
مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ أَنَّهُ قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ ﷿ الْأَرْضَ يَوْمَ الْأَحَدِ وَالِاثْنَيْنِ، وقدَّر فِيهَا أَقْوَاتَهَا، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مَنْ فَوْقِهَا يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَالْأَرْبِعَاءِ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ، وَهِيَ دُخَانٌ، فَخَلَقَهَا ١ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا، وَخَلَقَ آدَمَ ﵇ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ عَلَى عَجَلٍ، ثُمَّ تَرَكَهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ٢ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَيَقُولُ: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾، ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ مَنْ ٣ رُوحِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ فِي بَعْضِهِ الرُّوحُ، وَذَهَبَ لِيَجْلِسَ، قَالَ اللَّهُ ﷿: ﴿خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾ ٤، فَلَمَّا تَتَابَعَ فِيهِ الرُّوحُ عَطَسَ، فَقَالَ اللَّهُ ﷿ لَهُ: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّه﴾ فَقَالَ:٥ الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَرْحَمُكَ رَبُّكَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: اذْهَبْ إِلَى أَهْلِ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ، فَفَعَلَ، فَقَالَ: هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَدَيْهِ، فَأَخْرَجَ مِنْهَا مَنْ هُوَ خَالِقٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، ثُمَّ قَبَضَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: اخْتَرْ يَا آدَمُ، فَقَالَ: اخْتَرْتُ يمينك
_________
١ وأيضًا في كتاب: الشريعة: صـ ١٩١: فخلقها، أما النسخة الثانية: فجعلها.
٢ من كتاب: الشريعة: صـ ١٩١، وليست في الأصل.
٣ النسخة الثانية ليس فيها: فيه من.
٤ سورة الأنبياء: الآية ٣٧.
٥ سقطت من الأصل، واستدركت على الهامش، وهي غير واضحة، ونقلتها من النسخة الثانية.
1 / 30
يَا رَبِّ وَكِلْتَا يَدَيْكَ يَمِينٌ، فَبَسَطَهَا فَإِذَا فِيهَا ذُرِّيَّتُهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ: مَا هَؤُلَاءِ يَا رَبِّ؟، قَالَ: هُمْ مَنْ قَضَيْتُ أَنْ أَخْلُقَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِذَا فِيهِمْ مَنْ لَهُ وَبِيصٌ، فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَبِّ؟، قَالَ هُمُ الْأَنْبِيَاءُ، قَالَ: فَمَنْ هَذَا الَّذِي كَانَ لَهُ فَضْلٌ وَبِيصٌ؟، قَالَ: هُوَ ابْنُكَ دَاوُدُ، قَالَ: فَكَمْ جَعَلْتَ عُمُرَهُ؟، قَالَ: سِتِّينَ سَنَةً، قَالَ: فَكَمْ عُمُرِي، قَالَ: أَلْفُ سَنَةٍ، قَالَ: فَزِدْهُ يَا رَبِّ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: إِنْ شِئْتَ، قَالَ: فَقَدْ شِئْتُ، قَالَ: إِذَنْ يُكْتَبُ ثُمَّ يُخْتَمُ ثُمَّ لَا يُبَدَّلُ، ثُمَّ رَأَى مِنْ آخِرِ كَفِّ الرَّحْمَنِ مِنْهُمْ، آخرَ لَهُ فَضْلٌ وَبِيصٌ، قَالَ: فَمَنْ هذا يارب؟، قَالَ: هَذَا مُحَمَّدٌ، هُوَ آخِرُهُمْ، وَأَوَّلُهُمْ أُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ، فَلَمَّا أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ؛ لِيَقْبِضَ نَفْسَهُ١، قَالَ: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً، قَالَ: أَوَلَمْ تَكُنْ وَهَبْتَهَا لِابْنِكَ دَاوُدَ، قَالَ: لَا، قَالَ: فَنَسِيَ آدَمُ، فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَجَحَدَ آدَمُ، فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَعَصَى آدَمُ فَعَصَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَذَلِكَ أَوَّلُ يَوْمٍ أُمِرَ بِالشُّهَدَاءِ.
٢ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ٢ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن
_________
١ سقطت الورقة الثانية من الأصل، وهي تبدأ بقوله: قال:....، واستدركتها من النسخة الثانية.
٢- انظر النص السابق.
٢ كانت في الأصل: سعيد بن أبي ذئب، وهو خطأ، ولعل الناسخ انتقل بصره إلي شيخ ابن أبي ذئب.
1 / 31
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ﵁ قَالَ: بَدَأَ اللَّهُ ﷿ خَلْقَ الْأَرْضِ، فَخَلَقَ سَبْعَ أَرَاضِينَ فِي يَوْمَيْنِ: يَوْمِ الْأَحَدِ وَيَوْمِ الِاثْنَيْنِ، وقدَّر فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي يَوْمَيْنِ: يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ وَيَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ، فَخَلَقَهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ، فَقَضَاهُنَّ آخِرَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَهِيَ السَّاعَةُ الَّتِي خَلَقَ فِيهَا آدَمَ عَلَى عَجَلٍ، وَالسَّاعَةُ الَّتِي تَقُومُ فِيهَا السَّاعَةُ، مَا خَلَقَ اللَّهُ ﷿ مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ تَفْزَعُ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، إِلَّا الْإِنْسَانَ وَالشَّيْطَانَ.
٣ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "خَلَقَ الله آدم وطوله ستون ذراعًا، لما خَلَقَهُ، قَالَ: اذْهَبْ، فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ، وَإِذَا نَفَرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْمَعْ مَا يُحَيُّونَكَ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَذَهَبَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ".
٤ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة، عن علي بن
_________
٣- أخرجه البخاري: ٦٢٢٧، ومسلم: ٢٨٣١ وغيرهما، وعندهما زيادة: "فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، زاد مسلم: وطوله ستون ذراعًا، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن".
٤- فيه علي بن زيد بن جدعان، ضعيف، وأخرجه الطيالسي: ٢٦٩٢، وابن سعد في: الطبقات: جـ ٢٨/١، وأحمد في مسنده: ٢٢٧٠ دار الفكر، وابن أبي عاصم في: السنة ٢٠٤، وفي كتاب: الأوائل ٤، وابن جرير في تاريخه: جـ ١٤٦/١، من طرق عن حماد بن سلمة به.
ولكن الحديث له شاهد من حديث أبي هريرة سيأتي عند المصنف برقم: ١٩ يرتقي به إلى درجة الصحيح.
1 / 32
زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ١، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الدَّيْنِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "إِنَّ أَوَّلَ مَنْ جَحَدَ آدَمُ ﵊، وَإِنَّ اللَّهَ ﷿ لَمَّا خَلَقَهُ مَسَحَ ظَهْرَهُ، وَأَخْرَجَ مِنْهُ مَا هُوَ ذَرَارِيُّ، فَجَعَلَ يَعْرِضُهُمْ عَلَيْهِ، فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلًا أَزْهَرَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَيُّ شَيْءٍ هَذَا؟، قَالَ: ابْنُكَ دَاوُدُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ: كَمْ عُمُرُهُ؟ قَالَ: سِتُّونَ سَنَةً، قَالَ: أَيْ رَبِّ زِدْهُ، قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تزيده أَنْتَ مَنْ عُمُرِكَ، قَالَ: وَكَانَ عُمُرُهُ أَلْفَ سَنَةٍ، فَوَهَبَ لَهُ مِنْ عُمُرِهِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَكَتَبَ عَلَيْهِ كِتَابًا وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةَ، فَلَمَّا احْتُضِرَ آدَمُ أَتَتْهُ الْمَلَائِكَةُ؛ لِيَقْبِضُوهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً، قَالُوا: قَدْ وَهَبْتَهَا لِابْنِكَ دَاوُدَ، قَالَ: مَا فَعَلْتُ. فَأَظْهَرَ اللَّهُ ﷿ الْكِتَابَ، وَشَهِدَتِ الْمَلَائِكَةُ، وَأُكْمِلَ لِآدَمَ أَلْفُ عَامٍ، وَأُكْمِلَ لِدَاوُدَ مِائَةُ سنة".
_________
١ هكذا بالأصل، وليست في مصادر التخريج.
1 / 33