وأما الحسب فأمرهم أن يقولوا: ﴿حسبنا الله﴾، لا أن يقولوا حسبنا الله ورسوله، ويقولوا: (٩: ٥٩) ﴿إنا إلى الله راغبون﴾، لم يأمرهم أن يقولوا: إنا إلى الله ورسوله راغبون.
فالرغبة إلى الله وحده، كما قال تعالى في الآية الأخرى (٢٤: ٥٢): ﴿ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقْهِ فأولئك هم الفائزون﴾، فجعل الطاعة لله والرسول، وجعل الخشية والتقوى لله وحده "التوسل والوسيلة" ص ٥٦ الفقرتان (١٥٤، ١٥٥) وانظر ص ٢٣٧ الفقرة ٦٥٩ فإنه تكلم عن الرغبة وغيرها بمثل هذا الكلام الذي سقناه لك.
وقال ﵀ في كتاب الرد على الأخنائي (ص ٩٨): "ويدخل في العبادة جميع خصائص الرب، فلا يتقى غيره، ولا يخاف غيره، ولا يتوكل على غيره، ولا يدعى غيره، ولا يصلى لغيره، ولا يصام لغيره، ولا يتصدق إلا له ولا يحج إلا إلى بيته، قال تعالى (النور: ٥٢): ﴿ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقهِ فأولئك هم الفائزون﴾ فجعل الطاعة لله والرسول، وجعل الخشية والتقوى لله وحده وقال تعالى (التوبة: ٥٩): ﴿ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون﴾ فجعل الإيتاء لله والرسول. كما قال تعالى (الحشر: ٧): ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ وجعل التوكل والرغبة إلى الله وحده. وكثيرًا ما يذكر هذا في كثير من مؤلفاته ﵀.
كان الخطأ السابق وما أعرفه في هذه القضية وما أعرفه من منهج شيخ الإسلام فيها وفي مثيلاتها من الجزم بأنها من العبادات الخاصة بالله، من أقوى الدوافع للقيام بخدمة هذا الكتاب فرأيت لزاما البحث أولًا عن
المقدمة / 8