تغيظهم الدعوة إلى توحيد الله وإفراده سبحانه بالعبادة رغبة ورهبة وتوكلًا.
وتغيظهم الدعوة إلى وصف الله بما وصف به نفسه من صفات الكمال والجلال في كتابه ووصفه به رسوله في سنته وآمن به سادة هذه الأمة وخير قرونها الصحابة والتابعون لهم بإحسان.
وتغيظهم الدعوة إلى هدم الشرك وحسم مواده وسد أبوابه وذرائعه.
وتزعجهم الدعوة إلى حسم باب الغلو الذي أهلك الأمم قبلنا ليقودوا هذه الأمة بمقاوماتهم للحق في كل هذه الميادين من هلاك إلى هلاك ومن هزيمة إلى هزيمة ومن دمار إلى دمار في دينهم ودنياهم.
والفرق بين هذا الإمام الموحد المخلص وبين خصومه أنه ﵀ يجعل من الكلام في التوسل والبحث فيه منطلقا إلى تحقيق التوحيد وإخلاصه لله وحده ودحض الشرك، والقضاء على وسائله وأسبابه. وخصومه يجعلون من التوسل منطلقًا إلى الشرك بالله وهدم قواعد التوحيد وتحريف نصوصه دفاعًا عن الشرك وذرائعه تحت ستار حب النبي ﷺ والأولياء والصالحين، والدفاع في زعمهم عن مكانتهم التي زين لهم الشيطان أن الدعوة إلى توحيد الله وإلى إخلاص العبادة له والدعوة إلى محاربة الشرك في كل مظاهره تعني الحط من مكانة الأنبياء والأولياء.
ولكل قوم سلف فقد كان نوح يدعو إلى التوحيد ويحارب الشرك ولو كان بالصالحين كود وسواع ويغوث ويعوق وقد كان قومه الضالون يدافعون عن الشرك تحت شعار حب هؤلاء الصالحين ود
المقدمة / 22