17

क़सीदा फि इंघिमास

قاعدة في الانغماس في العدو وهل يباح

अन्वेषक

أبو محمد أشرف بن عبد المقصود

प्रकाशक

أضواء السلف

संस्करण संख्या

الأولى ١٤٢٢هـ

प्रकाशन वर्ष

٢٠٠٢م

शैलियों

٣٤- وروى أحمد بإسناده: أن رجلا حمل وحده على العدو فقال الناس: ألقى بيده إلى التهلكة. فقال عمر: كلا بل هذا ممن قال الله فيه: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ (البقرة:٢٠٧) .١ ٣٥- وقوله تعالى: ﴿يَشْرِي نَفْسَهُ﴾ أي يبيع نفسه، فيقال شراه وبيعه سواء، واشتراه وابتاعه سواء، ومنه قوله: ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾ (يوسف: من الآية٢٠) أي باعوه. فقوله: ﴿يَشْرِي نَفْسَهُ﴾ أي يبيع نفسه لله تعالى ابتغاء مرضاته وذلك يكون بأن يبذل نفسه فيما يحبه الله ويرضاه، وإن قتل أو غلب على ظنه أنه يقتل.

١ رواه ابن جرير (٤/٢٤٩ -شاكر) من حديث المغيرة بن شعبة ﵁ قال: "بعث عمر جيشا فحاصروا أهل حصن وتقدم رجل من بجيلة فقاتل فقتل فأكثر الناس فيه يقولون ألقى بيده إلى التهلكة قال فبلغ ذلك عمر بن الخطاب ﵁ فقال كذبوا أليس الله ﷿ يقول ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ " وعزاه في كنز العمال أيضا (١١٣٢٨) لوكيع وعبد بن حميد وابن أبي حاتم. ورواه البيهقي (٩/٤٦) عن مدرك بن عوف الأحمسي أنه كان جالسا عند عمر بن الخطاب ﵁ فذكروا رجلا شرى نفسه يوم نهاوند فقال: ذالك والله يا أمير المؤمنين خالي زعم الناس أنه ألقى بيديه إلى التهلكة، فقال عمر ﵁: "كذب أؤلئك بل هو من الذين اشتروا الآخرة بالدنيا". ورواه ابن جرير (٤/٢٤٩ -شاكر) أن هشام بن عامر حمل على الصف حتى خرقه، فقالوا: ألقى بيده إلى التهلكة!! فقال أبو هريرة: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ﴾ .

1 / 32