الرملة السوداء
إذا كانت سوداء، وهذا بتعهم، فكيف لو كانت بيضاء؟! إن هذه الحيل الجهنمية قد تعلمناها جديدا، والمادة تعمي عيوننا؛ كبارا وصغارا.
في ذلك الزمان كانت جريدة المقطم، لسان حال الإنكليز في مصر، وأرادوا مكافأتها دون أن يمدوا أيديهم إلى كيسهم، فقالوا لشاهين مكاريوس: رح اشتر أرضا في المكان الفلاني، أنفق كل ما تملك في شراء هاتيك الأرض اليباب. ففعل شاهين، وبعد حين كان مشروع سد أسوان، واغتنى مكاريوس.
أما عندنا فلم أفهم سر طبخة الرملة السوداء، ومن هو ذاك الإنكليزي الفحل الذي أوحى بعقد نكاح تلك العبدة، ولكنني أظن أنها أشبه بهاتيك. السر ربح الفلوس.
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره
تنوعت الأسباب والموت واحد
كنا نقول: الله لا يسود لك قلبا، أما اليوم فيا مرحبا بالسواد، فالسواد مغلال. كان ولا يزال، فكلوا واشربوا حين يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ولكنكم لا تشبعون ...
الحوت الذي جاءنا
عجبت للذين تزاحموا على رؤية حوت، بزقه البحر على شطنا. ترى، أفات هؤلاء الذين يلتقون كل ساعة بحيتان اليابسة؟ ولكن ريحة حوت البحر قد فاحت، أما «النقود» التي يتغذى بها حيتاننا، فلا رائحة لها. وقد أدرك ذلك أبو العتاهية فقال:
أحسن الله بنا
अज्ञात पृष्ठ