قال لي واحد: إنه يرجو أن يصح له حلم؛ لأن في الحكومة الجديدة من يرجو له الخير.
فأجبته: اسمع يا صاحبي هذه الحكاية: ألحت سيدة على زوجها في شراء قبعة حديثة الطراز، وكان عندها برانيط على عدد أيام الشهر، فرافقها إلى مخازن الطرائف، وهناك - كعادة كل سيدة - راحت تساوم وتنتقد: هذه برنيطة لونها باهت، وهذه لونها غامق، هذي مقورة وهذي مدورة، وهذه مستطيلة لا تنسجم مع وجهي.
وكان صاحب المخزن يساندها من هنا ومن هناك؛ تسهيلا لمجاري البيع والاستفتاح. وأخيرا قررا استفتاء المرآة، فوقفت الست أمامها وراحت تستعرض مواقف البرنيطة كأنها مصور شمسي يراقب الوضع الأحسن. وبعد الاستفتاء لم يفتح الله عليها بشيء. وأخيرا دخلت سيدة ذاك المخزن فاستشارتها، وظلتا في أخذ ورد حتى ضاق صدر الزوج وتبرم. ولحظت السيدة ذلك، فاستخارت الله واشترت واحدة ومضيا.
وفي الطريق التقت ستنا الجميلة بصديقة لها، ودار بينهما البحث في تاريخ شراء البرنيطة، ووقف الزوج يتعصر، سائلا الله النجاة من هذا المضيق. فالتفتت نحوه زوجته وقالت له: طول بالك! لا تتأفف!
فقال الرجل: عجلي يا مره! حتى نصل إلى البيت قبل أن تبطل الموضة، فاليوم تعبنا وما عادت سيقاننا تحملنا لنرجع نشتري غيرها!
وأنت يا صاحبي، عجل بقضاء حاجتك قبل أن تتغير الوزارة.
فقال: وكم تظن عمرها يطول؟
فأجبته: عندما استبد الأتراك بالدولة العباسية وصاروا يخلعون خليفة، ويقتلون آخر تساءل الناس: كم يعيش هذا الخليفة؟
فأجابهم واحد: قدر ما يريد الأتراك!
وأنا أقول لك: لم يسموها لعبة برلمانية عن عبث، فالكشاتبين كثيرة.
अज्ञात पृष्ठ