406

क़बास फी शरह मुवत्ता

القبس في شرح موطأ مالك بن أنس

संपादक

الدكتور محمد عبد الله ولد كريم

प्रकाशक

دار الغرب الإسلامي

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٩٩٢ م

शैलियों

فَأسْتَجِيبُ لَهُ) (١)، وإن الباري تعالى يحب السؤال ويعطي عليه جزيل الثواب ومن الغريب فيَ ذلك أن الدعاء المأثور عن النبي ﷺ أكثر من الذكر المأثور.
قوله: (مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مَسْألَتي) معناه أن العبد ليس في كل حالة يدعو تارة وتارة يذكر، وإذا دعاه استجاب له، وإذا ذكره أعطاه أفضل مما سأله؛ فهو الكريم في الحالين. وقولهم: إن في الدعاء تحكمًا؛ فإنما كان يكون ذلك لو كان أمرًا وإنما هو طلب وتضرّع وقد قال النبي ﷺ، منبهًا على هذه الدقيقة (لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ الْلَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، الْلَّهُمَّ ارْحَمْني إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمِ الْمَسْألَةَ (٢» (٣). ومن آداب الداعي أن لا يستبطىء الإجابة ففي الخبر الصحيح (إنَّ الدَّاعِي بَيْنَ ثَلَاثٍ إمَّا أنْ يُعْطَى مَا سَألَ، وَإِمَّا أنْ يُعْطَى خَيْرًا مِنْهُ، وَإِمَّا أنْ يُدَّخَرَ لَهْ في الآخِرَةِ) (٤)، وفي الأحاديث المنثورة أن الباري تعالى يؤخر إجابة المؤمن حبًا في ذكره، ويعجل إجابة الكافر بغضًا في قوله (٥).

(١) متفق عليه. البخاري في كتاب للتوحيد باب قول الله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ﴾ ٩/ ١١٥، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين باب الترغيب في الذكر والدعاء آخر الليل ١/ ٥٢٢، والموطّأ ١/ ٢١٤، وأحمد ٢/ ٥٠٤ كلهم عن أبي هُرَيْرة.
(٢) متفق عليه. البخاري في كتاب الدعوات باب ليعزم المسألة فإن الله لا مكره له ٨/ ٩٢، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب ليعزم بالدعاء ولا يقل إن شئتَ ٤/ ٢٠٦٣، ومالك في الموطأ ١/ ٢١٣، وأبو داود ٢/ ٧٧ كلهم عن أبي هُرَيْرَة.
(٣) في (م) زيادة: فلا مكره له.
(٤) الموطّأ ١/ ٢١٧ (عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أنَّهُ كَانَ يَقُول: مَا مِنْ دَاع يَدْعُو إلَّا كَانَ لَه إحْدَى ثَلَاثٍ ..) وقال ابن عبد البر في التقصِّي ص ٥٣ - ٥٤: هذا الحديث محفوظ عن النبي، ﷺ، من حديث أبي سعيد الخدري، وقد ذكرناه في كتاب التمهيد لأن مثله يستحيل أن يكون رأيًا واجتهادًا وإنما هو توقيف، لأن مثله لا يقال بالرأي. وقال القرطبي خرّجه أبو عمر بن عبد البر وصحّحه أبو محمد عبد الحق. تفسير القرطبي ٢/ ٣١٠.
درجة الحديث: صحّحه الشارح وأبو محمد عبد الحق وابن عبد البر.
(٥) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ١٠/ ١٥١ عن جابر بن عبد الله عن رسول الله، ﷺ، قال: (إنَّ الْعَبْدَ يَدْعُو الله وَهُوَ يُحِبُّهُ فَيَقُولُ الله ﷿: يَا جِبْرِيل اقْضِ لِعَبْدِي هذَا حَاجَتَهُ وَأَخِّرْهَا فَإنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَهُ، وَإنَّ الْعَبْدَ لَيَدْعُو الله وَهُوَ يُبغِضهُ فَيَقولُ الله ﷿: يَا جِبْرِيل اقْضِ لِعَبْدِي حَاجَتَة وَعَجِّلْهَا فَإنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَهُ) قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك.
أقول: ما قاله الهيثمي في إسحاق بن عبد الله قاله الحافظ، قال: متروك من الرابعة. مات سنة ١٤٤/ د ت ق. ت ١/ ٥٩، وانظر ت ت ١/ ٢٤٠، والميزان ١/ ١٩٣، والمجروحين ١/ ١٣١.
درجة الحديث: ضعيف.

1 / 412