289

Protection of the Messenger ﷺ for the Sanctity of Monotheism

حماية الرسول ﷺ حمى التوحيد

प्रकाशक

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٣٢هـ/٢٠٠٣م

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

موسى ﵊، وسمى تعظيم هذه الشجرة والعكوف عندها تألها، خوفا عليهم من الشرك، وحماية لجناب العقيدة وسدا لكل أبواب الشرك وذرائعه. "فإذا كان اتخاذ هذه الشجرة لتعليق الأسلحة والعكوف حولها اتخاذ إله مع الله تعالى، مع أنهم لا يعبدونها ولا يسألونها، فما الظن بالعكوف حول القبر والدعاء به ودعائه، والدعاء عنده، فأي نسبة للفتنة بشجرة إلى الفتنة بالقبر؟ لو كان أهل الشرك والبدعة يعلمون. قال بعض أهل العلم من أصحاب مالك: فانظروا رحمكم الله أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس ويعظمونها ويرجون البرء والشفاء من قبلها، ويضربون المسامير والخرق فهي ذات أنواط فاقطعوها"١.
فاعتقاد حصول البركة من غير الله تعالى من قبر أو صنم أو شجرة، أو غيرها شرك حذر منه رسول الله ﷺ، وكذا تحري الدعاء في هذه الأماكن لأجل القبول والبركة.
والتبرك بآثار الصالحين، واعتقاد ذلك فيهم، لم يفعله أصحاب رسول الله ﷺ ولا التابعون لهم بإحسان، وهم القدوة والأسوة، إلا ما كان يفعله الصحابة رضوان الله عليهم مع الرسول ﷺ وحده دون غيره في حياته ﵊، فإن لرسول الله ﷺ في حياته خصائص لم يشاركه فيها غيره، وهو المقطوع ﵊، وهذا هو التبرك المشروع، ولم يعرف عن الصحابة ﵃ أنهم كانوا يفعلون ذلك مع غيره

١ ابن قيم الجوزية – إغاثة اللهفان ١/٢٠٥.

1 / 314