Principles of Invitation and Its Methods 4 - University of Madinah
أصول الدعوة وطرقها ٤ - جامعة المدينة
प्रकाशक
جامعة المدينة العالمية
शैलियों
المسجد، ولو كان ذلك لا يجوز -كما قال الشافعي ﵀ لَمَا أقرهم داود ﵇ على ذلك، ويقول: "انصرفا إلى موضع القضاء".
وكان النبي ﵌ والخلفاء يقضون في المسجد، وقد قال مالك ﵀ ﵎: القضاء في المسجد من الأمر القديم -يعني: في أكثر الأمور- ولا بأس أن يجلس في رحبته؛ ليصل إليه الضعيف والمشرك والحائض، ولا يقيم فيه الحدود، ولا بأس بخفيف الأدب.
وقد قال أشهب: يقضي في منزله، وأين أحبَّ.
وعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: «أتى رجلٌ رسولَ الله ﷺ وهو في المسجد فناداه، فقال: يا رسول الله، إني زنيت، فأعرض عنه ﷺ فلمَّا شهد على نفسه أربعة، قال: أبِكَ جنون؟ قال: لا، قال: اذهبوا به، فارجموه» قال ابن شهاب فأخبرني من سمع جابر بن عبد الله قال: كنت فيمن رجمه بالمصلى.
والشاهد من ذلك: أن النبي ﷺ قضى بالرجم على هذا الرجل وهو في المسجد لما أتَى إليه وناداه وأخبره بما أخبره به.
أنتقل بعد ذلك إلى النقطة التالية في هذا العنصر، وهي آخر نقطة فيه وفي هذا اللقاء، وهي بعنوان: "المسجد دار للرعاية الاجتماعية والصحية":
لقد كان النبي ﵌ يقسم الأموال الواردة إليه على ذوي الحاجات، فإن لم تكن هناك أموال وكان الناس في حاجة، دعا الأغنياء إلى البذل والإنفاق، وقام بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين في المسجد أيضًا، وفي أوقات الحرب يمكن أن يتخذ المسجد مأوًى لمن يلجأ إليه ويحتمي فيه، ودار للإسعاف عند الضرورة.
وعن المنذر بن جرير، عن أبيه ﵁ قال: «كنا في صدر النهار عند رسول الله ﵌ فجاءه قوم عراة مجتاب النمار -والنمار: كساء من صوف مخطط، أو العباء-
1 / 240