211

Principles of Invitation and Its Methods 4 - University of Madinah

أصول الدعوة وطرقها ٤ - جامعة المدينة

प्रकाशक

جامعة المدينة العالمية

शैलियों

أسعد بن زرارة ﵁ ورغب الغلامان في النزول على المكان لله تعالى، فأبَى رسول الله ﵌ إلا ابتياعه بثمنه، وكان في هذا الموضع نخيل وشجر، فأمر رسول الله ﵌ بقطع النخيل والشجر، وبُني باللبن وجذوع النخل والشجر، وشارك رسول الله ﵌ أصحابَه في حمل اللبنات والأحجار. وأقيم المسجد في حدود البساطة، فراشه الرمال والحصباء، وسقفه الجريد، وأعمدته اللبنات والأحجار، وأقيم المسجد بهذه الهيئة -كما ذكرت- إلا أنه خرج رجالًا، ألا وهم أصحاب النبي ﵌. وعلى كلٍّ، فما ذكرته يفيد بعد تعريف المسجد في اللغة والعرف، أن المسجد ينبغي أن يقام على أرض مكتسبة أعدت لهذا الغرض بطريق مشروع، وذلك عن طريق الشراء أو الكراء أو الهبة أو التبرع، وأن يكون الإنفاق عليه من أطيب الكسوب، ولقد ظل مسجد رسول الله ﵌ بهذه البساطة مدة حياته، وأيضًا في خلافة أبو بكر ﵁. وزاد في بنائه عمر ﵁ ثم زاد فيه زيادة كبيرة وغيره عثمان ﵁ وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والجير، وجعل أعمدته من حجارة منقوشة، وكان -رضي الله تعالى عنه- يحرص على أن يكون أيضًا بناء المسجد بناءً غير متوسع فيه ولا متكلف، وليس في نصوص الإسلام -القرآن والسنة- شروط محددة لبناء المسجد، ولكن البيان العملي للرسول ﵌ يفيد أنه لا بد من أرض طاهرة غير مغتصبة على نحو ما سبق من بيان لمصدرها بتصرف شرعي، وأن تكون الأموال التي أنفقت كسوبًا حلالًا مبرأة من المحرمات، ومن أي شبهة. أما نموذج المسجد، فإنه غير محدد، فقد يكون مسجدًا صغيرًا للقبيلة أو للقرية الصغيرة، وقد يكون مسجدًا جامعًا لقرى أو لقبائل عديدة، ومواد بنائه تختلف

1 / 226