Personality of the Muslim as Shaped by Islam in the Quran and Sunnah

Muhammad Ali al-Hashimi d. Unknown
78

Personality of the Muslim as Shaped by Islam in the Quran and Sunnah

شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة

प्रकाशक

دار البشائر الإسلامية

संस्करण संख्या

العاشرة

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م

शैलियों

النبي ﷺ قال له: «يا عثمان، إن الرهبانية لم تكتب علينا، أفمالك في أسوة؟ فوالله إن أخشاكم وأحفظكم لحدوده لأنا» (١). لقد كان الرسول الكريم ينشر هديه هذا بين أصحابه، ويأخذ بأيديهم إلى الاعتدال والتوازن في حياتهم التعبدية وحياتهم الخاصة مع زوجاتهم، حتى أصبح هذا الاعتدال والتوازن سجية من سجاياهم، يتواصون بها، ويحرصون على التحلي بها، ويحتكمون إلى الرسول ﷺ إن أحب أحد منهم أن يتحلل منها ويغالي في الزهد والتبتل والعبادة. فقد روى الإمام البخاري عن أبي جحيفة ﵁ قال: «آخى النبي ﷺ بين سلمان وأبي الدرداء ﵄، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما فقال: كل، فإني صائم. قال سلمان: ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل. فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم الليل، قال سلمان: نم، فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نم. فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن. فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبى فذكر ذلك له، فقال النبي ﷺ: صدق سلمان». ولا يفوت المسلم التقي النابه اللبق أن يرطب جفاف الحياة الرتيبة مع زوجته، وينضر جوانب العيش والمعاشرة الدائمة بينهما بالمداعبة اللطيفة الممتعة، والنكتة المرفهة السارة، يطلقها بين الحين والحين، متأسيا بذلك بالرسول العظيم صلوات الله عليه، الذي كان قمة شامخة في حياته كلها؛ إذ ما كانت تشغله الأعباء الجسام التي كان ينهض بها، من إرساء قواعد الدين، وتكوين الأمة المسلمة، وتوجيه كتائب الجهاد، وغير ذلك من الأعمال

(١) الحلية ١/ ١٠٦، وطبقات ابن سعد ٤/ ٣٩٤، والكنز ٨/ ٣٠٥.

1 / 78