32

Paths of Peace from the Authentic Biography of the Best of Creation, Peace Be Upon Him

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

प्रकाशक

مكتبة الغرباء

संस्करण संख्या

الثانية

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٨ هـ

प्रकाशक स्थान

الدار الأثرية

शैलियों

خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)﴾ [القلم:٤]، فمهما تكلمنا عن أخلاق النبي ﷺ فلا نعطيه حقه، ولما سئلت عائشة ﵂ عن خُلق رسول الله ﷺ قالت: "كان خلقه القرآن" (١). عباد الله! "ومن دراسة سيرته وقراءة الأحاديث النبوية في صفاته الخُلُقية تُطالعنا صور التواضع المقترن بالمهابة، والحياء المقترن بالشجاعة، والكرم الصادق البعيد عن حب الظهور، والأمانة المشهورة بين الناس، والصدق في القول والعمل، والزهد في الدنيا عند إقبالها، وعدم التطلع إليها عند إدبارها، والإخلاص لله في كل ما يصدر عنه، مع فصاحة اللسان وثبات الجنان، وقوة العقل، وحسن الفهم، والرحمة للكبير والصغير، ولين الجانب ورقة المشاعر وحب الصفح والعفو عن المسيء، والبعد عن الغلظة والجفاء والقسوة، والصبر في مواطن الشدة والجرأة في قول الحق" (٢). يقول أنس ﵁: "كان رسول الله ﷺ أحسن الناس خلقًا" (٣). ويقول أيضًا ﵁: "ما مسستُ ديباجًا ولا حريرًا ألين من كف رسول الله ﷺ، ولا شممت رائحة قطُّ أطيب من رائحة رسول الله ﷺ، ولقد خدمتُ رسول الله ﷺ عشر سنين، فما قال لي أفٍّ قط، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلت كذا؟ (٤).

(١) رواه مسلم (رقم ٧٤٦) وقد مضى. (٢) "السيرة النبوية الصحيحة"، أكرم ضياء العمري (ص ٨٩). (٣) رواه مسلم (رقم ٢٣٠١) ومتفق عليه من حديث البراء بنحوه، أخرجه البخاري (رقم ٣٥٤٩)، ومسلم (رقم ٢٣٣٧). (٤) متفق عليه، أخرجه البخاري (رقم ٣٥٦١) ومسلم (رقم ٢٣٣٠).

1 / 23