185

Paths of Peace from the Authentic Biography of the Best of Creation, Peace Be Upon Him

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

प्रकाशक

مكتبة الغرباء

संस्करण संख्या

الثانية

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٨ هـ

प्रकाशक स्थान

الدار الأثرية

शैलियों

لأدركه رزقه كما يدركه الموت" (١). ولذلك قال ﷺ: "إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله، فإن ما عند الله، لا ينال إلا بطاعته" (٢). ثانيًا: الرحمة والعفو والصفح من أخلاق رسولنا ﷺ، فقد فعل الكفار ما فعلوا برسول الله ﷺ وأصحابه، ولما دعا عليهم الرسول ﷺ بسبع كسبع يوسف واستجاب الله له فيهم، وجاءوا إلى رسول الله ﷺ يطلبون منه أن يدعو الله أن يرفع عنهم ذلك العذاب، فدعا رسول الله ﷺ ربه أن يغيثهم. وعندما اعتدى أهل الطائف على رسول الله ﷺ ورشقوه بالحجارة حتى أدموه، وجاء ملك الجبال يطلب من رسول الله ﷺ أن يأمره أن يطبق على الكفار الجبلين، رفض رسول الله ﷺ ذلك وقال: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، ولا يشرك به شيئًا" إنها أخلاق النبوة .. كيف لا والله ﷿ يقول: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)﴾ [القلم: ٤]. وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧)﴾ [الأنبياء: ١٠٧]. وقال تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٢٨)﴾ [التوبة: ١٢٨]. ثالثًا: على الدعاة أن يصبروا على دعوتهم وعلى إيذاء الناس لهم، فلا بأس ولا قنوط من إسلام الكفرة والفجرة، ولا من توبة العصاة الفسقة،

(١) "صحيح الجامع" (٥١١٦). (٢) صحيح بشواهده، انظر "صحيح الجامع" (٢٠٨١).

1 / 176